دور الأسرة في تنمية القراءة
دور الأسرة في تنمية القراءة
إن الأسرة هي العامل الأول والأساسي في غرس حب القراءة في الأبناء لأن الطفل صفحة بيضاء، والكثير من القراء الذين ارتبطوا بعالم القراءة منذ الصغر كان هذا الارتباط نتيجة وجودهم في أسرة وفرت لهم القصص والكتب منذ النشأة، فمن شب على شيء شاب عليه، وكما هو معلوم للجميع أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، لذلك فأفضل مرحلة لتكوين عادة القراءة وغرسها هي الطفولة.
والقراءة كعادة لا تولد مع الإنسان بطريقة أو صورة أوتوماتيكية وفطرية، بل تزرع زرعها وتؤتي ثمارها بالري بالكتب والاستمرار والتشجيع، كذلك وجود القدوة في الأسرة يؤدي دورًا مهمًّا في حياة الطفل، فالمراحل الأولى من حياته هي مرحلة التقليد ومحاكاة الآخرين، فلو فتح عينيه ورأى أمه أو أباه أو أحد إخوته يقرأ، فإن هذه الصورة لن تغيب عن ذهنه -وبلا شك- عاجلًا أم آجلًا يعمل على محاكاتها.
وإذا دخلت القراءة عالم الطفل في وقت مبكر وبطريقة صحيحة لكانت كفيلة بأن تصبح أهم مشاريع حياته على الإطلاق، وفي كل مراحل طفولته ومستقبله، كذلك تخلق جوًّا من الأُلفة بينه وبين والديه بسبب انشغالهما معه والقراءة له، ما يضمن اهتمامهما الكامل به ولو لفترة بسيطة من الزمن كل يوم.
ومن هنا لا بدَّ أن تستشعر الأسرة أهميتها وتشجع عليها بالحوافز المادية والمعنوية، ومما يساعد على دعم وتحقيق هذا المطلب قيام الأسرة بتخصيص جزء من الميزانية لتوفير الكتب في مكتبة المنزل، كذلك اصطحاب الأبناء إلى المكتبات والمعارض ومشاركتهم القراءة ومساعدتهم على اقتناء ما يناسبهم، وتوفير جو يشعر الطفل فيه بأنه منتسب إلى عالم الفكر والثقافة، وذلك من خلال الاهتمام بآرائه وإشعاره أن لرأيه قيمة.
الفكرة من كتاب العلاج بالقراءة: كيف نصنع مجتمعًا قارئًا
لا يمكن أن تقام حضارة عظيمة دون العلم والمعرفة، والكتاب ما هو إلا الوعاء الذي يحتوي هذه المعرفة، ومن أجل خلق مجتمع حضاري متقدم تكون القراءة إحدى صوره الحضارية، ويأتي هذا الكتاب متناولًا بأفكاره التطبيقية الترويج لعادة القراءة على المستوى المجتمعي وليس الفردي فقط، والمستوى العام قبل الخاص، ينطلق لمعالجة ظاهرة ضعف الإقبال على الكتاب ويناقشها ويفنِّد أسبابها ويعالجها، بدايةً من دور الأسرة والمدرسة حتى مسؤولية الدولة في ذلك عبر طرح بعض الحلول التطبيقية لصناعة مجتمع يقرأ، ويمد يد العون والمساعدة لمن يريد أن يجعل من القراءة عادة ترتقي بها حياته وفكره.
مؤلف كتاب العلاج بالقراءة: كيف نصنع مجتمعًا قارئًا
حسن عبد العلي آل حمادة: كاتب سعودي من مواليد 1973، حصل على شهادة البكالوريوس في المكتبات والمعلومات من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، شغل منصب رئيس مجلة “القرآن نور”، وعضو هيئة تحرير مجلة “الكلمة”، له العديد من الكتب والمقالات والحوارات والدراسات في صحف مختلفة، كما حاز جائزة القطيف للإنجاز في فرع الفكر والثقافة، وله حلقات عدة في برنامج “وما يسطرون”.
ومن مؤلفاته: “يسألونك عن الكتاب” و”مستقبل الثقافة الإسلامية في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة”، و”أمة اقرأ لا تقرأ”.