دور الأسرة في التربية
دور الأسرة في التربية
من الواضح جدًّا انتشار الأفكار الزائفة والآراء الخاطئة في نظام التعليم الشائع، وعلى الرغم من ذلك ظهرت مؤخرًا بعض المحاولات لنشر أفكار أكثر إيجابية قائمة على الملاحظة المباشرة للأطفال، وهذا كله مؤشر أن الاتجاه التربوي سوف يتغيَّر، وأن المناهج التعليمية الحديثة سوف تشمل الأسرة أيضًا، وليس الطفل فقط، وهذا بالفعل أمر شاق بسبب اعتياد الأسرة إهمال الطفل، أو افتقارها إلى أي خبرة تساعدها للنمو على كل الجوانب، حيث كانت هذه المسببات طريقًا للعديد من المشكلات والصعوبات في الحياة اليومية.
وإحدى هذه المشكلات هي مشكلة الكذب؛ إذ ترى الأمهات ضرورة زرع عادة قول الحقيقة في أولادها، فإحدى الأمهات قامت بذلك عن طريق شرح دناءة الكذب مع مدح الشجاعة التي يجب أن يتحلَّى بها الشخص من أجل الحقيقة لطفلها، وفي يومٍ ما سمع الطفل إحدى كذبات أمه اليومية، فدمَّر ذلك إيمانه بأمه، وأقُيم جدار بين الطفل والأم، وتشوَّشت أفكاره الاجتماعية.
إن تظاهر الوالدين وعدم اكتمالهما يضعهما في مواقف خادعة دائمًا ما تؤثِّر في الأبناء، وتؤدي إلى صراعات ومعارك حقيقية بين الطرفين، وتتشكَّل فجوة لا يستطيع أحد تجاوزها، وعادةً ما ينتصر الأقوى في هذه المعارك، لكن لا يستطيع الكبار السيطرة على الوضع، فيلجؤون إلى استخدام سلطتهم، فيرغمون أولادهم على الطاعة العمياء، والتزام الصمت، فيفقد الأبناء إيمانهم بآبائهم وينتهي الأمان في العلاقة إلى الأبد، وينشأ توتر بدني لدى الطفل لكي يستطيع التكيُّف مع هذا السلوك غير السوي، والذي قد يتطوَّر أحيانًا إلى حالات نفسية مرضية، لكن يواصل الطفل الدفاع عن نفسه والمقاومة التي قد تظهر في أشكال عصبية: العناد، والغضب، والدموع والانهيارات، ويورِّط الطفل نفسه في أفعال مؤذية عابثة ليفرغ طاقته، وخلال هذا الصراع يُجهد الجهاز العصبي للطفل، وبالفعل توصَّل الأطباء حاليًّا إلى أن معظم مسبِّبات الأمراض هي الكبت في الطفولة، فيبذل الوالدان كل طاقتهما من أجل شفاء أبنائهما من تلك الأمراض، التي قد تسبَّبا فيها بممارساتهما مع الطفل، لذا قبل مراعاة الطفل وتلبية احتياجاته، يجب إعداد الأبوين جيدًا.
الفكرة من كتاب الطفل في الأسرة
على الرغم من أن الدكتورة ماريا مونتيسوري عاشت في القرن الماضي، فإن خبرتها واكتشافاتها مع الأطفال ما زالت حية! وقد يعتقد البعض أن مبادئها موضة قديمة، إلا أن ذلك مُخالفٌ للواقع، إذ إن طبيعة الطفل وطريقة تطوُّره الفطرية لا تتغيَّر مهما مضى الزمن.
وفي هذا الكتاب تهتم المؤلفة بعالم الطفل الداخلي، وكيفية بناء شخصيته وكيانه بشكل سليم، وتجنُّب الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء والتي تنتج طفلًا معتلًّا في عواطفه ونفسه وأفكاره، مع تحليلات لشخصية الطفل، وما يعترض نمو فكره الطبيعي من تدخُّلات البالغين.
مؤلف كتاب الطفل في الأسرة
ماريا مونتيسوري Maria Montessori: مربية وفيلسوفة وطبيبة وعالمة إيطالية، مؤسسة منهج مونتيسوري التعليمي الذي يعتمد على طرائق تعليمية وتربوية غير تقليدية للأطفال، عملت مونتيسوري مع الأطفال في المصحات العقلية في أول عهدها بالطب، وأصبحت مساعدة لمدير مدرسة أورثوفرينك للأطفال ناقصي النمو عام 1899م، وافتتحت مدرستها الأولى عام 1907ميلاديًّا.
لديها العديد من المؤلفات منها:
سر الطفولة.
اكتشاف الطفل.
المرشد في تعليم الصغار.
التعليم من أجل السلام.
مونتيسوري في البيت العربي.