دور الآباء والمُعلمين
دور الآباء والمُعلمين
حتى لا نظلم أطفالنا الانطوائيين، يمكننا أن نُعلمهم تدريجيًّا كيف يندمجون في المجتمع الانبساطي بطريقة تحترم طبيعتهم الانطوائية، وذلك من خلال التعامل مع تفاعلهم مع كل ما هو جديد، فحينما يتعرَّض الطفل الانطوائي لما هو جديد فإنه ينتبه بشكل مفرط تجاه كل شيء حوله وليس فقط الأشخاص، فيمكننا تدريج المواقف والأشخاص، ونحترم حدودهم، فينشأ أطفال واثقون من أنفسهم لا يصفهم المجتمع بالخجولين -نقصد التعبير السلبي للخجل- فلا نُرغِم أطفالنا على تجارب اجتماعية بشكل مُبكِّر قد تؤذيهم لاحقًا.
وإذا أردنا من الطفل الاندماج بشكل تدريجي، فإننا نوضح له طبيعة ما سيلقاه قبل أن يُباشر ذلك، فإن كان سيحضر حفلة ما يمكننا الحديث معه كيف ستكون الحفلة؟ كيف يقوم بتحية الأطفال الآخرين؟ وأن نحرص على الوصول مُبكرًا لينضم الأطفال إلى طفلنا ولا يضطر هو إلى اقتحام المجموعة.
أما في البيئة المدرسيَّة فلا بد للمُعلمين أن يفهموا جيِّدًا طبيعة الطفل الانطوائي، لأن البنية المدرسية قائمة على النمط الانبساطي، فمن الضروري أن يكون المُعلِّم مُدركًا بعض الأفكار المُتعلقة بالتعامل مع الانطوائي، منها: ألا يفكِّر في أن الانطوائية أمر يحتاج إلى علاج، فيقبل الطالب الانطوائي على ما هو عليه، ويثمِّن اهتماماته المُستقلَّة، ويحاول الدمج بين أساليب التعليم المختلفة التي تناسب الانبساطي كالحركة واللعب، أو الانطوائي كالمشاريع المستقلة.
وفي المشاريع الجماعية من الجيِّد أن تكون المجموعات ثنائية أو ثلاثية ولا تزيد عن ذلك ليكون الطفل الانطوائي قادرًا على التعامل، كما أن من الجيِّد تشجيع الطفل الانطوائي على أن يعثر على أصدقاء لديهم ميول مماثلة، وحاول جيِّدًا أن تستخدم اللطف والتعاطف ليكون الطفل الانطوائي أكثر قدرة على التفاعل مع محيطه.
الفكرة من كتاب الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام
“إنه انطوائي لن يستطيع الاندماج في هذه الحياة!” كثيرًا ما نسمع مثل هذه العبارات حولنا، والتي تحمل في دلالتها أن الشخص الانطوائي هو شخص منغلق، خجول، يخاف من الناس، وأن هذه الصفات تعني عدم تأهُّل الشخص للخوض في الحياة، ولكن هل بالفعل كلمة “انطوائي” تعني هذه الصفات؟ وهل “الانطوائي” شخص عاجز على عكس “الانبساطي”؟ وهل بالفعل تُعدُّ “الانطوائية” اضطرابًا سلوكيًّا يجب التخلُّص منه؟
في هذا الكتاب بذلت الكاتبة جهد سنوات لتُقدِّم لنا مفهوم “الانطوائيَّة” بمعناها الحقيقي الدقيق، وكيف للثقافة المُجتمعية أن تؤثر في مفهوم الانطوائية، وما المُمميزات والمهارات التي يتمتَّع بها الانطوائي، وكيف يمكن للمجتمع والأسرة توظيف تلك المهارات.
مؤلف كتاب الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام
سوزان كين: كاتبة أمريكية ولدت سنة 1968م، درست المُحاماة من كلية هارفارد ثم اتجهت إلى التأليف، فألَّفت كتاب “الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يمكنه التوقف عن الحديث” عام 2012، وشاركت في تأسيس شركة Quiet Revolution.
Quiet Journal: Discover Your Secret Strengths and Unleash Your Inner Power.
Bittersweet: How Sorrow and Longing Make Us Whole.
معلومات عن المُترجم:
عماد إبراهيم عبده: ترجم عددًا من الكُتب، منها:
ماذا لو؟ إجابات علمية جدية عن أسئلة افتراضية غير معقولة.
خط الدم أو حمرة الغسق في الغرب.