دور الآباء والمربين
دور الآباء والمربين
الألعاب الإلكترونية هي جزء من بيئة افتراضية باتت تزاحم الأسرة المسلمة في تربية أبنائها، لذا لا بد للآباء والأمهات أن ينتبهوا لها ويحافظوا على أبنائهم من أخطارها، كيف؟ بأن نُحسن تربية أبنائنا ونمنحهم نشأة عقدية وشرعية سليمة تُحصِّنهم، وألا نخصِّص لأطفالنا أجهزة إلكترونية مستقلَّة أو كلمات مرور خاصة، بل تكون الأجهزة المستعملة في اللعب واضحة وظاهرة للأسرة كلها، ونتفق معهم على أوقاتٍ محدَّدة للعب بإشرافنا، ويُفضَّل ألا تزيد على ساعة أو ساعتين في اليوم من الألعاب النافعة والمناسبة لأعمارهم ولقيمنا، وبخاصةٍ في الإجازة الصيفية، إذ ينبغي أن نشغلهم فيها بأنشطة أخرى مفيدة كحفظ القرآن وممارسة الهوايات وتعلُّم المهارات المعرفية والثقافية النافعة، وينبغي أن يكون لدى الآباء والأمهات قدر من المعرفة والمهارة في الأمور التكنولوجية، ليدرك أبناؤهم أن الأبوين يعرفان ما يفعلون، وليمكِّن الوالدين من حسن اختيار الألعاب لأبنائهم مع الاستعانة بالمتخصِّصين أو بمن يمكنه المساعدة من المعارف والأقارب، ولا ينبغي أن نسمح لأبنائنا بالاستمرار في اللعب إذا صاحب لعبهم إضاعة للصلوات أو سوء أدبٍ أو إهمال لواجباتهم، وحريٌّ بالوالدين أن يكونا قدوة طيبة لأبنائهما، فلا يكون الأب أو الأم من مدمني الألعاب مثلًا أو من المنشغلين بأجهزتهم الذكية طوال الوقت.
وإذا احتاج الأبناء إلى هاتف للتواصل خارج البيت مثلًا استعملنا في ذلك الهواتف الكلاسيكية غير الذكية، كما أن علينا ضبط مفهوم اللعب عند أطفالنا لئلا يتعدَّى اللهو المباح، ويكون أكثره لعبًا بدنيًّا نافعًا وممتعًا مع الأقران في النوادي أو الحدائق.
ونحن بحاجةٍ إلى أن نتقرَّب من أبنائنا ونكون لهم أصدقاء نشاركهم شيئًا من اللهو، ونوفِّر لهم مساحةً آمنة تشبع احتياجاتهم ولا تتركهم فريسة لصحبة سوء في الواقع الافتراضي.
وهذا الكلام لا يخصُّ الآباء والأمهات وحدهم، ولكنه يشمل كل المعلمين والمربين كذلك
الفكرة من كتاب ظاهرة الألعاب الإلكترونية وهوية النشء المسلم
ظاهرة الألعاب الإلكترونية هي ظاهرة واسعة الانتشار في عالمنا المعاصر، تؤثر في مجتمعاتنا وأبنائنا عقديًّا وأخلاقيًّا وتربويًّا وصحيًّا واقتصاديًّا، فما خصائص صناعتها وانتشارها؟ وكيف تؤثر في النشء المسلم؟ وما الذي يسعنا فعله للانتفاع بها واجتناب مضارها؟ هذا ما سنعرفه مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب ظاهرة الألعاب الإلكترونية وهوية النشء المسلم
الهيثم زعفان: باحث وكاتب مصري، وقد حصل على البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية عام 1998م، ثم حصل على الماجستير في التخطيط الاجتماعي من جامعة الأزهر عام 2004م، ثم نال الدكتوراه في التخطيط الاجتماعي من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 2010م.
عمل مع العديد من المراكز البحثية الكبرى في الوطن العربي، منها: مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والمركز الدولي للدراسات والأبحاث بجدة والمختصُّ بالعمل الخيري.
ومن كتبه: “المخاطر العقدية في قنوات الأطفال العربية”، و”المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية الإسلامية”.