دورُ الإعلامِ في الترويجِ للحروب.. حربِ الخليجِ نَموذجًا
دورُ الإعلامِ في الترويجِ للحروب.. حربِ الخليجِ نَموذجًا
أتقنتِ الدِعايا الإعلاميةُ المُنظمةُ فنَّ التلاعبِ بالعقول، وتزييفِ الواقعِ وتصنيعِ الإجماع؛ وهذا مع حدثَ في حربِ الخليج، وكيف تمَّ الترويجُ لها، ووجوبِ التدخُّلِ بقوةٍ في العراقِ، تحتَ ذريعةِ الاحتلالِ غيرِ الشرعي، وانتهاكِ حقوقِ الإنسانِ وإنشاءِ الديمقراطية، وكيف تمكَّنَ الإعلامُ الأمريكيُ من تغييرِ صورةِ “صدام حسين” من حليفٍ قويٍّ للولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ، إلى حاكمٍ متمردٍ ديكتاتوريٍ على قيم الديمقراطية؛ وهذا أدَّى إلى طمسِ ما يسمى “المعارضةُ الديمقراطيةُ العراقية” التي كانت لها رغبةٌ وإرادٌة في قيامِ النِّظامِ الديمقراطيِّ في العراقِ، قبلَ شنِّ الحرب عليه.
وكما نقلت أمريكا الحربَ إلى خارجِ حُدودِها، ورمتَ بها في أفغانستان والعراق وسوريا، قامت بإدارةِ الصراعِ الإعلاميِّ خارجَ حدودِ بلادِها أيضًا؛ وذلك بالضغطِ على الأنظمةِ الاستبداديةِ؛ ليسيرَ إعلامُ تلكَ الدولِ وَفقَ الأجنداتِ التي تُحدِّدُها، فهيَ على عكسِ الدولِ الشمولية؛ تتحكَّمُ في الإعلامِ الخارجيِّ وتحرِّكُه كيف تشاء؛ فيُمكنُها بتلكَ الطريقةِ الضَّغطُ على تلكَ الدُّولِ بنشرِ فضائِحها إذا دعت الضرورةُ لذلك، وتتغاضى عن تجاوزاتِها للسبب نفسه.
الفكرة من كتاب السيطرةُ على الإعلام
يتناولُ الكتابُ دورَ الإعلامِ في السيطرةِ على الشعوب عن طريقِ صناعةِ الأخطار، وكيف تجعلُ البروباجندا العامةَ من الناس، تنساقُ وراءَ إملاءاتِ السلطةِ الحاكمة؛ لتتحولَ هذه الشعوبُ -مع الوقتِ- إلى دُمىً ساكنةٍ تكتفي بالمشاهدةِ فقط، لا تتفاعلُ مع ما يحدث حولها.
كما يستعرضُ الكاتبُ أيضًا، كيف يستطيعُ الإعلامُ القادرُ تغييرَ الأنظمةِ وإشعالَ الحروبِ، عن طريقِ الترويجِ لأخبارٍ كاذبةٍ لا أساسَ لها من الصحةِ؛ ليُشكِّلَ بها ما يشبهُ الصدمةَ الكبرى، التي تجعلُ المتلقي على استعدادٍ كاملٍ، لتصديقِ أيِّ شيءٍ يُعرضُ عليه.
مؤلف كتاب السيطرةُ على الإعلام
أفرام نعوم تشومسكي؛ أستاذُ لسانياتٍ وفيلسوفٌ أمريكي، وعالمٌ إدراكيٌ وعالمٌ بالمنطق، ومؤرخٌ وناقدٌ وناشطٌ سياسي.
ولد في السابعِ من ديسمبر 1928م ، في فيلادلفيا، بِنسِلفانيا، ويُعد من أبرزِ الفلاسفةِ والمثقفينَ في العصرِ الحديث، وهو أحدً مؤسسي مجالِ العلومِ المعرفية.
كتبَ “تشومسكي” عن الحروبِ والسياسةِ ووسائلِ الإعلام، وهو مؤلفٌ لأكثرِ من 100 كتاب، ولقبَ بـ”أبِ اللغوياتِ الحديثة”، يمكنُ وصفُ سياسةِ كتاباتِه الخاصةِ على نحوٍ واسعٍ أنها فوضويةٌ واشتراكيةٌ تحررية.