دورة العجز المؤسسي ومتى تتدخل الإدارة
دورة العجز المؤسسي ومتى تتدخل الإدارة
عندما تفرض الإدارة حلولًا لفض الصراع، فإنها تنزع من أطراف الصراع مسئوليتهم عن حل صراعاتهم بأنفسهم، وتعطيهم رسالة واضحة بأنها ستتدخل لفض أي صراع، وفرض الحل الذي تراه مناسبًا وهذا بدوره يؤدي إلى مشكلات عدة:
المشكلة الأولى سلبية الموظفين في التعامل مع الصراعات، فطالما ستتدخل الإدارة فلن يتخذوا خطوات إيجابية بأنفسهم، بل سيلقون بالمسئولية على الإدارة، والمشكلة الثانية ابتزاز الإدارة والزملاء، فكل ما يتطلبه الأمر أن يحفظ الموظف أسلوب الإدارة في التعامل ويتنبأ بنوع الحلول التي ستفرضها، وعندما يفتعل الصراع وتأتي الحلول في صالحه يوجه رسالة واضحة عن تحالف الإدارة معه ضد زملائه. أما المشكلة الثالثة فهي إيقاف دورة التعلم المؤسسي، إذ كلما زادت درجة تدخل الإدارة في فرض الحلول على أطراف الصراع، زادت درجة اعتماد الأطراف على الإدارة، وقلَّت درجة اعتمادهم على أنفسهم، مما يؤدي إلى كسر دورة التعلم المؤسسية.
لقد أصبح من الضروري أن يتم تحجيم تدخل الإدارة ووضع شروط له، وإذ لا يجب على الإدارة أن تتدخل في حل الصراعات بشكل مباشر، وهذا يعني أنه على الإدارة أن تدير الصراعات وترصدها دون أن تتدخل فيها مباشرة إلا في الحالات الآتية فقط: الصراع حول مسائل التمويل والميزانية والموارد الموجهة وكل ما يؤثر في مدخلات العمل وطريقة التشغيل والمخرجات، وتأثر الإنتاجية أو العملاء أو الموردين بسبب الصراع، واختلال ميزان القوى بين أطراف الصراع ولجوء أطراف الصراع إلى الإدارة بغرض حسم الصراع.
ولكن عند تدخل الإدارة فإن هناك خطوطًا حمراء يجب مراعاتها، وهي أن الهدف من إدارة الصراع هو حماية مصالح المؤسسة لا مصالح أي من الأطراف، من الضروري الحفاظ على ثقة أطراف الصراع وعلى ولائهم للمؤسسة، وعلى ثقتهم ببعضهم لضمان روح الفريق، إذ لا يمكن للكلمات أن تصلح ما أفسدته السلوكيات.
الفكرة من كتاب إدارة وحل الصراعات في المكاتب والمؤسسات
في عالمنا المتسارع لا توجد شركة أو مؤسسة خالية من الصراعات سواء على مستوى الإدارة أو على مستوى الموظفين، وأحيانًا تكون هذه الصراعات تنافسية صحية في صالح المؤسسة، وأحيانًا أخرى تكون مبنية على أحقاد وأطماع شخصية، وتلحق بالمؤسسة أضرارًا جسيمة.
في هذا الكتاب يعرِّف الكاتبان الصراع وتصنيفه، ومن ثَمَّ كيفية إدارته والتعامل معه وأنواع مديريه، وصولًا بنا إلى فن إدارة الصراع.
مؤلف كتاب إدارة وحل الصراعات في المكاتب والمؤسسات
كيرك بلاكارد: كاتب واستشاري في مجال إدارة الصراعات، وعمل مع مؤسسة البريد الأمريكية وشل في إدارة الصراع الناجم عن النظم والسياسات الداخلية للشركة، وله كتاب سابق في إدارة الصراعات مع نقابات العمال.
جيمس جيبسون: كاتب ومدرب ووسيط في إدارة الصراعات، يعمل استشاريًّا قانونيًّا للطلبة بجامعة سام هيوستون هانتسفيل، له العديد من المقالات في المطبوعات القانونية المتخصصة في إدارة الصراعات.