دوافع السلوك البشري
دوافع السلوك البشري
يوجد بداخل كل منا شخصان، الشخص المثالي الذي يظهر أمام الناس، وشخص آخر يتعارض مع تلك النسخة المثالية التي نُظهرها، وغالبًا ما تحرك ذلك الأخير رغبات اندفاعية وأشياء نشعر بها ولكننا لا نحبها، أو نعتقد أن المجتمع لا يحبها، لذلك نقمع تلك الجوانب من شخصياتنا، وندفع بها إلى الأسفل في نفوسنا اللا واعية، وهذا ما يعرف بمفهوم “الظل” لعالم النفس السويسري كارل يونج.
والمشكلة أنه برغم طردنا لهذا الجزء من ذواتنا خارج منطقة وعينا، فإنه يظل مسيطرًا وبقوة على كلامنا وانفعالاتنا وأفكارنا ومشاعرنا، ويظهر بشكل أوضح في أحلامنا وفي اللحظات التي لا نكون منتبهين فيها، فباستخدام نموذج الظل هذا سنتمكن من اكتساب نظرة أعمق للشخصيات التي نتعامل معها، ومن ثم سنتواصل بشكل أكثر فاعلية معها، فمثلًا الشخص النرجسي يختبئ وراء ظل مليء بالعار واحتقار الذات، فإذا أدركت الدافع وراء غطرسته فستتمكن من التعامل معه بأسلوب سليم بدلًا من السخرية منه أو التقليل من مزاعم العظمة عنده.
ويحدث في اللا وعي أيضًا ما يعرف باسم “الدفاع عن الأنا”، وهو واحد من أقوى الدوافع التي تقود انفعالاتنا وتصرفاتنا، وهو عبارة عن مجموعة من الآليات يستخدمها الشخص دون وعي، كاستراتيجيات نفسية لحماية نفسه من القلق الناجم عن أفكار ومشاعر غير مقبولة، وتنطوي هذه الآليات على تشويه وتزييف للحقائق حتى يتمكن من التعامل مع الموقف بشكل أفضل، وتشمل هذه الآليات على سبيل المثال لا الحصر: الإنكار، والتبرير، والإسقاط، والتسامي، والقمع.
الفكرة من كتاب اقرأ الناس كأنهم كتاب: الآن ستعرف ما يُخفيه الآخرون أثناء حديثهم معك، تنبأ بتصرفات الآخرين واكشف أفكارهم.
هل سبق لك أن صادفت شخصًا بدا كأنه يمتلك موهبة طبيعية في قراءة الناس؟ إنهم يظهرون كأنهم مباركون بفهم غريزي لما يفكر فيه الناس، ولماذا يتصرفون بطرائق معينة، إلى حد أنهم قد يتوقعون الكلام الذي سيُقال، هؤلاء هم الذين يتكلمون بحيث يُستمع لهم باهتمام، وهم أيضًا القادرون على كشف كذب الناس أو تلاعبهم بسهولة، إنها تبدو قوة خارقة، كيف يفعلون ذلك؟
الحقيقة أنها ليست شيئًا غريبًا، ولكنها مهارة يمكن تعلمها وإتقانها، بعضهم قد يطلق عليها “ذكاءً عاطفيًّا” أو ببساطة “وعيًا اجتماعيًّا”، وآخرون قد يرون أنها موهبة يستخدمها الاختصاصيون أو المعالجون النفسيون، ومن ناحية أخرى، قد يرى البعض أنها مهارة يطورها المحققون والضباط بالخبرة.
في هذا الكتاب، سنلقي نظرة على كل الطرائق التي تساعد على تطوير تلك المهارة دون الحاجة إلى شهادة في علم النفس، أو الحاجة إلى وجود خبرة مسبقة في مجال التحقيق الجنائي.
مؤلف كتاب اقرأ الناس كأنهم كتاب: الآن ستعرف ما يُخفيه الآخرون أثناء حديثهم معك، تنبأ بتصرفات الآخرين واكشف أفكارهم.
باتريك كينغ: متخصص في التفاعلات الاجتماعية، ومدرب تواصل ومهارات اجتماعية في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، وهو أيضًا الكاتب الأكثر مبيعًا على أمازون في مجال المواعدة والعلاقات، وله عديد من المؤلفات، من أبرزها:
فن التأثير في الآخرين.
تحدث أمام الجميع بجاذبية.
معلومات عن المترجم:
نهى الشاذلي: مُترجمة وروائية مصرية، تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، بجامعة الملك سعود بالرياض، ومن أحدث إصداراتها الأدبية، رواية “قبل أن يقتلني زوجي”.