دوافع الحركة
دوافع الحركة
السير هو حركة ميكانيكية تشترك فيها معظم الكائنات الحية، إذ تعتمد كيفيته على البنية الجسدية وحالة الجسم الصحية، لكنَّ ذلك لا ينفي وجود مظاهر فردية تميِّز كل فرد عن الآخر بحيث يمكنك تحديد هوية شخص ما فقط بالنظر إلى مشيته، فلغة الجسد التي يظهرها المرء في هذه الحالة هي صورة مباشرة لحالته العاطفية والنفسية، ويتم تحديد ذلك بالنظر إلى طول الخطوة وشكل الوقفة وموضع اليدين، فالسير بسرعة وخفة مع حركة يدين حرة دليل على السعادة ويمكن تفسيره أيضًا بوضوح الهدف أو الوجهة، في حين أن السير المتباطئ مع يدين مخبَّأتين في الجيوب وعينين تائهتين دليل على الغم والاكتئاب مع ميل الشخص إلى العزلة والكتمان، أما الشخص المشغول تفكيره بأمر ما فيلاحظ سيره بيدين متشابكتين خلف ظهره ورأس مخفوض، على عكس الشخص الواثق أو المنتصر فيلاحظ ارتفاع رأسه وميلان ذقنه إلى الأمام مع حركة يدين مبالغة وقوام ممشوق ومشدود بشكل مفتعل.
تعدُّ المصافحة باليد أقدم صورة بدائية للتعبير عن السلام وعدم حمل السلاح، ثم تطوَّرت منذ ذلك الوقت مرورًا بالتحية الرومانية حتى المصافحة الحديثة المتداولة حاليًّا بقصد الترحيب، وكما يُتوقَّع فلآليات المصافحة نصيب من تحليل الدلالات والإشارات لكن يجب الأخذ بالاعتبار عادات الشعوب قبل البدء بالتحليل، فمن أمثلة العادات المجتمعية أن الفرنسيين يستخدمون المصافحة عند الدخول والخروج، في حين يصافح الألمان مرة واحدة فقط، والبعض يعدُّون المصافحة في حد ذاتها ذوقًا سيئًا، أما من منظور لغة الجسد وبعد تفهُّم العادات الموروثة، فأسلوب المصافحة يشير إلى طبيعة الشخص ووظيفته، فاليد المتعرِّقة تمثل العصبية، والسلام المرتخي قد ينمُّ عن كون المُصافِح رياضيًّا يحاول بحذرٍ السيطرة على قوته، أو أنه فنان أو موسيقي فيتخذ من سلامه الهادئ وضعًا دفاعيًّا، وكل تلك مجرد إشارات لا تكفي وحدها، بل يجب تعزيزها بعوامل أخرى لفظية وغير لفظية كي نصل إلى قراءة صائبة.
الفكرة من كتاب كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب
شاع مفهوم لغة الجسد مؤخرًا بين الأوساط العامة، فحين الحديث عنه يتبادر إلى الذهن عدد من التساؤلات، مثل: هل يمكننا قراءة ما يكون عليه الناس والكشف عن حقيقتهم؟ أنستطيع إيصال صورة أفضل عن أنفسنا دون إكثار في الكلام؟
الإجابة تكمن في مادة كاملة يندرج جزء منها تحت الفراسة، وجزء آخر تحت علم يختص بقراءة وتحليل وتفسير بعض الإشارات الثابتة التي تصدر من جسم الإنسان بنمط متكرر لا يختلف كثيرًا باختلاف الأشخاص، تلك الإشارات لا تقال بالكلام ولا بالتعبير الصريح، إنما تصدر كانعكاس مباشر للأفكار والمشاعر والمعتقدات سواء كان ذلك بشكل إرادي يقصد الشخص إيصاله إلى الجمهور الذي يقابله أو كان بصورة لا إرادية من العقل اللاواعي، لذا تسمَّى هذه الإيحاءات بالاتصال غير اللفظي، ويعدُّ فهمها عملية معقدة تحتاج من الصبر والمراقبة والدراسة المستمرة ما تحتاجه اللغات كي يتم تعلمها وإتقانها.
يعتمد تحليل الإشارات غير اللفظية على دراسة المظاهر الصادرة عن الشخص أثناء الحديث، ووفقًا للكتاب فقد صُنِّفَت طرق تعبير الجسد إلى خمسة مكونات عامة هي: الاتصال البصري، وتعابير الوجه، ونمط الحركة، وهيئة الوقوف، والملامسة الناتجة عن مصافحة الأيدي، ويؤخذ في الاعتبار أنه لا يمكن الوصول إلى استنتاجات مباشرة وسريعة للآخرين من خلال الاقتصار على رؤية تعابير وجوههم أو طريقة المصافحة أو كيفية السير، دون التعرُّض العميق للإشارات اللفظية ومراقبة الصورة ككل.
مؤلف كتاب كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب
جيرارد نيرنبرج: محامٍ أمريكي وخبير استراتيجيات التفاوض والاتصال، ولد عام 1923، وعمل في تأليف الكتب المتخصصة بفنون التفاوض والتواصل وتقنيات البيع الفعالة، حيث بلغ عددها اثنين وعشرين كتابًا ترجم أكثرها إلى اثنتين وثلاثين لغة حول العالم، كما أسس معهدًا غير ربحي يهدف إلى ترسيخ أفكاره عن التفاوض وتأثيره في حياة المجتمع، لذا أطلقت عليه مجلة فوربس لقب: “رائد تدريب التفاوض”.
هنري إتش. كاليرو، مؤلف مشارك، له العديد من المؤلفات ذات التقييمات المرتفعة، نذكر منها: قوة التواصل غير اللفظي، والفوز بالمفاوضات، وتفاوض على الصفقة التي تريدها.
جابرييل جرايسون، مؤلف مشارك في كتابة عدد من الكتب مرتفعة المبيعات، من إنجازاته كتاب: “تحدث بيديك واستمع بعينيك”.
وقد شارك الكُتَّاب الثلاثة خبراتهم وخلاصة علمهم في تأليف هذا العمل الحائز على لقب “الكتاب الأكثر مبيعًا” في مجال تحليل لغة الجسد.