دواء العالم
دواء العالم
هل جاء الإنسان إلى تلك الدُّنيا ليعيش يائسًا بائسًا في هروبٍ دائم؟ أم أن الحقيقة غير المُشاهدة؟ أم أن هناك خللًا ما لم نفهمه تحديدًا، لذا وصل الإنسان الحديث إلى صورتِه الحالية؟
في الحقيقة إن الفلسفة التربوية الإسلامية التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي التي شكَّلت نفوس الصحابة (رضوان الله عليهم)، وضبطت لهم المفاهيم والتصوُّرات تجاه الكون والحياة وأنفسهم، فخرج هذا الجيل الفريد، وعلى الرغم من بقاء القُرآن بيننا فإن المؤسسات التربوية الإسلامية الحديثة جهلت الكيفية التي تُخرج بها الإنسان المؤهل، ولا يكفي أن ننادي: “علينا أن نعود إلى الإسلام”، ثم نقف لا ندري كيف نعود؟ وما المقصود بالعودة؟
إن الحقيقة تحتاج إلى جهدِ طويل، أننا بحاجة إلى فقهاء أولي الألباب يتفكَّرون في مشاكلنا الحقيقية، يحددون الأسباب ثم يتدبَّرون كتاب الله ويعقلون كلامه سبحانه وتعالى، ويبدؤون في النزول بالآيات إلى أرض الواقع، يعالجون أمراضنا بالهُدى الرباني، وتتحوَّل الأفكار إلى تطبيق وعمل، فالعالم الإسلامي الآن ينقسم إلى قسمين: قسم يتبع “الآباء” بلا بصيرة ويتغنَّى بسيرتهم، وقسم يُقلِّد الغرب وينهزم أمامه.
لهذا نحن بحاجة إلى أن نكشف هذا النور المُبين للعالم، كما نحتاج أن نقدِّم الإسلام كرسالة كاملة تُعالج كل مشاكل العصر، كرسالة توافق حقيقة الإنسان وجوهره، رسالة هدفها بلوغ درجة الرقي الإنساني، هدفها “أحسن تقويم” كما عبَّر القرآن.
ووفقًا لكتاب الله والسنة النبوية الشريفة؛ اجتهد المؤلف في توضيح التصوُّر الإسلامي لعلاقة الإنسان بالخالق سبحانه وتعالى، وبالكون، وبالإنسان، وبالحياة الدنيا، وبالآخرة، وأسمى هذا النموذج بنموذج “العلاقات”.
الفكرة من كتاب فلسفة التربية الإسلامية -دراسة مقارنة بين فلسفة التربية الإسلامية والفلسفات التربويَّة المعاصرة-
لكل فِعلٍ ظاهر نقوم بِه، هناك تصوُّر باطن قد شكَّل هذا الفعل وجعل نفوسنا تتقبَّله، هذا التصوُّر يعتمد بشكل كبير على عدد من المركزيات في حياة الإنسان، وعلى بعض القيم والأهداف التي لها مكانة كبيرة في نفسه، والتي تحدِّد له الأدوات التي يسعى بها، ووفقًا لتلك القيم والأهداف يتشكَّل الإنسان، وهذا يمكننا تسميته بـ”فلسفة التربية”، فلكلِّ فلسفة غايات معينة تُشكِّل النموذج الإنساني الذي يتطابق تصوُّره وفقًا لتلك الفلسفة، فحينما نتأمَّل حال الإنسان المُعاصر ونقف جيِّدًا مع تصرفاته ودوافعه سنُلاحظ أن هناك فلسفة ما تشكَّل بها تصوُّره فنتج عنها تصرفه، فما هي إذًا فلسفة التربية لدى الإنسان المُعاصر؟ وهل هناك نموذج فلسفي تربوي كامل يرتقي بالإنسان؟ وماذا نعني بفلسفة التربية الإسلامية؟
في كتابنا يفتح لنا الكاتب آفاقًا جديدة لمعرفة إجابات تلك الأسئلة، ونُدرك جيدًا إلى أيِّ التصوُّرات ننتمي، وكيف ننظر إلى تلك الحياة.
مؤلف كتاب فلسفة التربية الإسلامية -دراسة مقارنة بين فلسفة التربية الإسلامية والفلسفات التربويَّة المعاصرة-
الدكتور ماجد عرسان الكيلاني: مُفكِّر ومُؤرِّخ وتربوي أُردني، وُلِد عام 1932م، وحصل على شهادة الماجستير في التاريخ الإسلامي من الجامعة الأمريكية في بيروت، وشهادة الماجستير في التربية من الجامعة الأردنية، وشهادة الدكتوراه في التربية من جامعة بتسبرغ في بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
حصل الدكتور ماجد الكيلاني على عديدٍ من الجوائز والتكريمات من دول العالم المُختلفة، منها: جائزة الفارابي العالمية للعلوم الإنسانية والدراسات الإسلامية، وتوفِّي في عام 2015 م، بعد أن قدَّم الأفكار الكبيرة والأعمال الضخمة التي تُصحِّح للأمة الإسلامية مسارها.
ومن مؤلفاته:
“هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس”، و”أهداف التربية الإسلامية”، و”الدور اليهودي في التربية المعاصرة”.