دماغ المراهقين
دماغ المراهقين
دماغ المراهقين مليء بالتناقضات، وهو يتكون من المادة الرمادية والمادة البيضاء، المادة الرمادية تشكل البنية الرئيسة للدماغ، وتوجد بوفرة في دماغ المراهق، بينما المادة البيضاء توجد بها الروابط التي تساعد على تدفق المعلومات بفاعلية بين أجزاء الدماغ، ويوجد شح بها داخل دماغ المراهق، ولكي يستطيع البالغ التفكير بحكمة يجب أن تتوزان المادة الرمادية والمادة البيضاء وهذا ما لا يحدث داخل دماغ المراهقين، والمادة الرمادية تضم معظم الخلايا الدماغية الرئيسة المسماة العصبونات، وهي الخلايا المسؤولة عن التفكير، والملاحظة، والحركة، والتحكم في وظائف الجسد، وتكون بحاجة إلى وفرة من المادة البيضاء إذ تعمل على سهولة اتصال الخلايا بعضها ببعض، ليتحكم الدماغ في جسدنا وسلوكنا وعواطفنا وأفكارنا.
الدماغ بطبيعته مبني من الأسفل إلى الأعلى، وعندما يبدأ في النضوج فهو ينضج من أسفل إلى أعلى كذلك، والدماغ البشري مقسم إلى أربعة فصوص: الفص الجبهي (العلوي الأمامي)، والفص الجداري (العلوي الخلفي)، والفص الجانبي، والفص الخلفي، والفصوص الجبهية التي توجد في أعلى الرأس تضم القدرة على إصدار الأحكام، والبصيرة، والتخطيط، وهي مصدر الوعي بالذات، والقدرة على تقييم المخاطر، والتفكير بحكمة في الأمور وعواقبها، بينما دماغ المراهق يكون من الصعب عليه التفكير بعقلانية، لأن الفصوص الجبهية لديه المسؤولة عن ذلك لم تكتمل وتنضج بعد، وهذا يفسر التقلبات التي يمر بها المراهقون.
والفصوص الجدارية تحوى بداخلها مناطق الربط، وهي مهمة لجعل الشخص قادرًا على التبديل بين المهام، ولكنها لا تنضج أيضًا عند المراهقين إلا في وقت متأخر، ولذا فإن قيادة المراهق للسيارة في أثناء تحدثه في الهاتف يجعله أكثر عرضة للحوادث، ويفضل أن يقوم كل ولي أمر بسرد القصص الأليمة التي حدثت لبعض المراهقين المتهورين، ويكررها على أولاده، لأن عدم نضج الفصوص العلوية لديهم يجعلهم كثيري النسيان، ومن ثم أكثر عرضة لارتكاب نفس أخطائهم السابقة أو الوقوع في أخطاء جديدة.
كما تنضج اللوزة متأخرًا لدى المراهقين، وهي المسؤولة عن السلوك الجنسي والعاطفي، وسريعة التأثر بالهرمونات، بالإضافة إلى أنها مركز الغضب، وتُسهم اللوزة غير الناضجة في انفجار المراهقين، ما يفسر الهستيريا التي يصابون بها عندما يتم رفض طلب لهم.
الفكرة من كتاب دماغُ المُراهِقين.. دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب
هناك العديد من الشائعات والمفاهيم الخاطئة التي تُنسج حول المراهقين، فمن منا لم يسمع عبارات من قبيل أن المراهقين مندفعون وعاطفيون؟ أو أنهم متمردون ولا يرغبون بأن تكون لأحد سلطة عليهم؟ ولكن كل هذا خطأ، فدماغ المراهقين يمر بمرحلة خاصة من التطور؛ نحن فقط لم ندرسها بشكل موسع.
وهذا الكتاب جاء ليقدم الصورة الواضحة عن المراهقين، وطريقة عمل أدمغتهم، فهم ليسوا مخلوقات فضائية صعبة الفهم، بل فقط أدمغتهم لم يكتمل نموها بعد، وسيكون هذا الكتاب دليلك للتعرف على المراهقين، ومعرفة آلية عمل أدمغتهم، وكيفية تفكيرهم في الأمور، وكيف أثر فيهم الغزو الرقمي، وكيف تؤثر فيهم المخدرات، كما ستشرح الكاتبة كيف تتعامل مع ابنك في مرحلة مراهقته، وبنهاية قراءتك للكتاب ستكون مدركًا لحدود المراهقين، وستعرف ما بوسعك فعله لتقدم لهم الدعم والنصح والإرشاد.
مؤلف كتاب دماغُ المُراهِقين.. دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب
فرنسيس جينسين : كاتبة، وطبيبة، وعالمة أعصاب، وخبيرة دولية معروفة في تنمية الدماغ وبخاصة لدى المراهقين، وهي أستاذة ورئيسة قسم علم الأعصاب في كلية الطب “بجامعة بنسلفانيا”، وأجرت العديد من الأبحاث والدراسات حول طريقة نمو الدماغ من فترة ما بعد الولادة وحتى البلوغ، كما تقلدت العديد من المناصب مثل: “أستاذة علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، ومديرة قسم علم حركة الأعصاب، ومديرة بحوث الصرع في مستشفى بوسطن للأطفال”، وقدمت العديد من المحاضرات حول الدماغ على نطاق واسع؛ مستفيدة من خبراتها العلمية والأسرية لكونها أمًّا لولدين، وكتاب دماغ المراهقين هو الكتاب الوحيد من أعمالها الذي تم نشره، وقد نال شهرة واسعة.
آمي إليس نات : كاتبة في مجال الصحة والعلوم في “صحيفة واشنطن بوست”، وفازت بجائزة “بوليتزر | Pulitzer” لعام 2011 عن سلسلة كتبها “حطام السيدة ماري | The “Wreck of the Lady Mary، وتخرجت في كلية سميث بشهادة البكالوريوس في الفلسفة واللغة الإنجليزية، وتحمل أيضًا شهادتي ماجستير من معهد ماساتشوستس في الفلسفة، وجامعة كولومبيا في الصحافة.
ومن أبرز أعمالها :
Shadows Bright as Glass
Brain Hacking.
معلومات عن المترجم :
معن الكشك: مترجم لدى الدار العربية للعلوم ناشرون، ترجم العديد من الروايات “للكاتب جو نيسبو”، منها: “رجل الثلج”، و”الشبح”، و”الشرطة”.