دليل الصديق لمواساة الفاقد

دليل الصديق لمواساة الفاقد
إن مساعدة شخص قريب منك يعاني من الفقد ليس بالشيء الهين، فقد تجد نفسك تنطق بكلمة أو تفعل فعلًا يثير غضبه أو يزيد من معاناته عن غير قصد، ولتفادي ذلك، تشارك معنا الكاتبة عدة نصائح من شأنها أن تساعده وتساعدك في هذه التجربة.

أولًا: عليك أن تكون رحيمًا، تفهَّم أن الشخص الذي تساعده يمر بمرحلة صعبة مؤلمة، وأنه من الطبيعي أن يشعر بالغضب أو الحيرة أو اليأس أو الندم، فلا تحاول أن تغير مشاعره أو تنصحه بما يجب أن يفعله، بل اسمع له بصدر رحب وتفهَّم ما يشعر به، وأظهر له أنك تقدر حزنه وتحترم خياراته. وثانيًا: لا تخفف مما يشعر به أو تقارنه بما يشعر به غيره، فلكل شخص تجربته الخاصة وطريقته الخاصة في التعبير عنها.
وثالثًا: يجب عليك أن تحترم حدوده، فلا تفرض عليه ما لا يريده أو ما لا يستطيع فعله، اسأله عما يحتاج إليه منك في الوقت الحالي، واحترم رغبته في الصمت أو البقاء وحيدًا، ولا تضغط عليه للتحدث عن مشاعره أو الانخراط في أنشطة معينة، بل اترك له المجال ليحدد ما يناسبه وما يريحه. ورابعًا: لا تظن أنك تحتاج إلى أن تقول كلمات معينة، فأهم شيء هو أن تكون موجودًا معه، وتظهر له أنك تهتم به وتدعمه، وتقدم إليه العون والمساعدة عندما يطلبها منك. وأخيرًا: لا تحاول أن تكون مثاليًّا أو مفيدًا بشكل مبالغ فيه، فقد تكون محاولاتك الزائدة مزعجة أو مربكة للشخص الذي تساعده، بل كن طبيعيًّا ولا تتوقع أن تحل كل مشكلاته أو تمحو كل آلامه.
الفكرة من كتاب لا بأس إن لم تكن بخير: مواجهة الحزن والفقد في ثقافة لا تفهم
في الأيام الأولى التي تلي فقدان شخص عزيز عليك، أو الإصابة بإعاقة جسدية أو مرض مزمن، تبدو الحياة من حولك غريبة، كأنك في عالم آخر، لا تجد أي معنًى أو هدف لوجودك بعد الآن، كل ما تراه وتسمعه يذكرك بما فقدت، وبالأحلام والآمال التي انتهت معه، ولا تجد أي تعزية بأي شكل من الأشكال، لا في كلمات من حولك أو حتى كتابات المتخصصين.
لهذا تمد لنا ميجان يد العون، ترشدنا في هذه الفترة بعد أن مرت هي الأخرى بتجربة مماثلة شاهدت فيها شريكها يموت غرقًا، وقضت أعوامًا من الألم والحزن والغضب والوحدة، تكتب لنا عما رَغِبَتْ أن تجده حينها، تكتب لنا عن الحقيقة، حقيقة الفقد، وحقيقة التجاوز، وتقدم لنا التعزية، تحاول ميجان هنا أن تخفف بعضًا من معاناتنا ووحدتنا، وتساعدنا على فهم ما نمر به سيكولوجيًّا، كما تقدم تشريحًا وافيًا لنظرة المجتمع إلى الفقد وكيفية التعامل معه، وتقدم أيضًا نصائح إلى الأهل والأصدقاء الذين يريدون مساندة من يعانون الفقد.
مؤلف كتاب لا بأس إن لم تكن بخير: مواجهة الحزن والفقد في ثقافة لا تفهم
ميجان ديڤاين: معالجة نفسية وكاتبة تهتم بمساعدة الناس على التعامل مع التحديات الحياتية في تجربة الفقد والحزن، لذا أنشأت موقعًا إلكترونيًّا يسمى “Refuge in grief”، حيث توفر الملاذ والدعم اللازم للأفراد الذين يمرون بتجربة الفقد، كما تقدم بودكاست بعنوان “It’s Ok That You’re Not Ok With Megan Devine”، تشارك فيه الحديث مع ضيوفها حول تجربة الفقد والألم والحياة، وقد ألَّفت كتابًا آخر حول الموضوع نفسه، وهو:
How to Carry What Can’t Be Fixed: A Journal for Grief
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.