دليل التعافي من إدمان العالم الافتراضي
دليل التعافي من إدمان العالم الافتراضي
يصل كثير من مستخدمي الإنترنت إلى إدمانه إدمانًا حقيقيًّا إلى الحد الذي يجعله ينسى إنسانيته نظرًا إلى انغماسه الشديد في العالم الافتراضي، وقد يكون وجوده على منصات التواصل الاجتماعي كلها باسم مستعار لشخصية غير حقيقية، ما يعزِّز من وحدته وعزلته وانفصاله عن العالم الواقعي! ولا يقل إدمان التكنولوجيا خطورةً عن إدمان التدخين أو الكحوليات لأنه يحمل جميع المؤشرات السلوكية المرتبطة بإدمان التدخين والكحوليات، أي أنه يسبب نفس ما تتسبب فيه أنواع من الإدمانات الخطرة فيعاني كل من مدمن التكنولوجيا والتدخين مثلًا تقلبًا مزاجيًّا وعزلة اجتماعية، وهكذا.
إن الانطوائيين هم أكثر الفئات استخدامًا لمنصات التواصل الاجتماعي، وذلك لأنهم يستعملون مواقع التواصل تعويضًا عن الحرمان الاجتماعي الذي يعانونه، وقد يستنكر البعض وصف الأفراد بأنهم “مدمنون”، ولكن الحاصل أن هناك أبحاثًا ودراسات جدية لتصنيف إدمان مواقع التواصل على أنه مرض واضطراب في الصحة العقلية للفرد، ولا غرابة في ذلك فقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية إدمان ألعاب الفيديو مرضًا عقليًّا بالفعل! يدفعنا كل ذلك إلى الحديث عن علامات إدمان مواقع التواصل الاجتماعي التي تتمثَّل في الانزعاج والقلق عند ترك الهاتف أو عدم الاتصال بمنصات التواصل الاجتماعي، والسعادة والنشوة حال الاتصال، وتفقد الإشعارات فور وصولها أو بين الحين والآخر بحثًا عن كل جديد.
يرشد الكتاب إلى عدة نصائح لاستخدام أفضل لمنصات التواصل وتجنب التضرر منها أو الإضرار من خلالها، ومن ذلك: إخلاص النية في استعمالها في الخير، وألا تُقدَم على ما هو أهم وله أولوية، وعدم انتحال الشخصيات وكذا التثبت من الأخبار والمعلومات، والبُعد عن انتهاك الخصوصيات أو نشر الفضائح أو التنمر والسخرية من الآخرين.
الفكرة من كتاب وسائل التواصل الاجتماعي: رحلة في الأعماق
انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي فما تركت بيتًا إلا ودخلته بأي صورة كانت، وكما هي الحال مع أي ظاهرة اجتماعية وكل جديد ينقسم حوله الناس بين مؤيد ومعارض، فإن منصات التواصل كذلك قوبِلت بنوع من هذا الانقسام حولها.
يستعرض هذا الكتاب في إيجاز تاريخ التواصل الاجتماعي الافتراضي منذ ظهوره حتى الآن، ويناقش قضايا مهمة تتعلق باستخدام مواقع التواصل والإنترنت عمومًا.
مؤلف كتاب وسائل التواصل الاجتماعي: رحلة في الأعماق
حسان شمسي باشا: كاتب ومؤلف سوري واستشاري أمراض القلب، ولد عام 1951م، ومن مؤلفاته: “وصايا طبيب”، و”عندما يحلو المساء”.
ماجد حسان شمسي باشا: اختصاصي أول في الأمراض الداخلية/الباطنة، ومُقرئ ومُجيز بالقراءات الأربع عشرة.