دلالة الجملة
دلالة الجملة
بعد معرفة الألفاظ ودلالة حروف المعاني التي تربط بينها، ننتقل إلى معرفة دلالة الجملة وما يتعلق بها، فما دلالة الجملة الاسمية، أو الجملة الفعلية؟ وما أثر التقديم والتأخير في المعنى؟ فالمبحث الأول هو دلالة الجملة الاسمية والفعلية.
وتتألَّف الجملة الاسمية من مبتدأ وخبر، وكل جملة تبدأ باسم فهي اسمية، وفي علم البلاغة تدل الجمل الاسمية في الغالب على الدوام والثبات دون التقيُّد بزمن محدد.
أما الجملة الفعلية فهي تتألف من فعل وفاعل، وكل جملة تبدأ بفعل فهي جملة فعلية، ودلالتها من الناحية البلاغية التجدد أو الحدوث بزمن مُحدد.
ومن أمثلة ذلك في قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، فقد جيء بالجملة الاسمية لتُفيد أن الله (عز وجل) مُستحقٌّ للحمد استحقاقًا دائمًا ثابتًا في كل وقت وحين، لا ينفكُّ عنه سبحانه بأي وجه من الوجوه.
وفي دلالة الجملة الفعلية قوله تعالى: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾ فجملة “يتساءلون” تدل على خوضهم المُتجدد.
أما المبحث الثاني فهو في دلالة التقديم والتأخير، والمقصود بذلك: تقديم ما حقه التأخير والعكس، وفوائده لا تنحصر، ومنها: بيان الأهم، والاختصاص، والحصر، وغير ذلك، ومثال ذلك في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، فقُدِّمت العبادة على الاستعانة لأن العبادة سبب في حصول الإعانة.
وفي قوله تعالى: ﴿قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾، وذلك لأن زنا البصر داعٍ لزنا الفرج.
الفكرة من كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القُرآن
يحتار الكثيرون في المنهجيَّة المُناسبة لفهم القُرآن فهمًا دقيقًا تُتذوَّق فيه المعاني البلاغية للقُرآن الكريم، ولا يفهم طبيعة الكُتب المُتعلقة بعلوم القُرآن وتساعد على فهمه، ففي كتابنا يُقدِّم لنا الكاتب عدة مراحل تساعد مُريد فهم القرآن على فهمه، ومعرفة المنهجيَّة المناسبة للإلمام بمعاني القُرآن.
مؤلف كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القُرآن
عصام العويد: سعودي الجنسية وُلد عام 1971 ميلاديًّا في محافظة القصيم، نشأ في صغره على طلب العلم والأخذ عن الشيوخ الكِبار، حصل على الماجستير في الحديث وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد شغل عدة مناصب دعوية مختلفة، فعمل عضو هيئة تدريس بجامعة الإمام في الرياض، ومستشارًا شرعيًّا في موقع “أون لاين”، وعددًا من المناصب الأُخرى، وله عدد من الإصدارات المسموعة والمؤلفات المكتوبة، منها: “تحريك الجنان لتدبُّر وتوقير أم القرآن”، و”أسوار العفاف”.