دلائل وبشارات النصر
دلائل وبشارات النصر
لقد طال الأمد بقضية فلسطين وطغى الظالمون فيها طغيانًا كبيرًا حتى تخلل اليأس قلوب بعض المسلمين، وتراخوا عن الدفاع عنها والانتصار لمقدساتهم، وأحسّوا العجز أمام عصابةٍ يُساندها طواغيت العالم، ولكن لو رجعنا إلى الماضي لوجدنا نفس المثال يتكرر، حين ظنّ يهود المدينة أن حصونهم مانعتهم من الله، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب، أمّا البشائر القرآنية التي تُنبئ المسلمين بالنصر على اليهود فقد جاءت واضحة في سورة الإسراء التي بدأت بقصة الإسراء، ثم تلاها حكم الله على بني إسرائيل أنّهم سيفسدون في الأرض مرتين يصحبهما علو عظيم، ثم يبعث عليهم عبادًا أولي بأس شديد يجوسون خلال ديارهم أي: يتوسطونها، ثم تكون لليهود كرة عليهم، فيهزمونهم وتكون لهم الغلبة، ثم قال تعالى ﴿فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرًا﴾، أي أنّه سيأتي عبادٌ يسوؤون وجوههم ويدمّروا ما علوا تدميرًا، وقد فسّر بعض العلماء أن هذه الأحداث قد وقعت في الزمن الغابر وانقضت، لكنّ وجه التفسير الآخر الذي يراه الكاتب، أنّ اليهود اليوم في زمن الكرة التي أعطاهم الله إياها، وهو الزمن الذي أمدهم الله فيه بالأموال والبنين وأصبحوا أكثر نفيرًا كما لم يكونوا من قبل، وبهذا فإنّ بشارتنا انتظار وعد الآخرة الذي تدخل فيه جيوش المسلمين لتفتح المسجد الأقصى كما دخله آباؤهم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويدمّروا ما صنعه الصهاينة تدميرًا.
ومن الأدلة التاريخية الواقعية على إفساد اليهود المذكور في هذه الآيات الكريمة، أنّ هرتزل منذ أسس دولته الغاشمة، عزم على الإفساد فيها عن طريق هدم كل ما لا يخص اليهود من مقدسات، وإعادة بناء هيكلهم المزعوم، ولم يكذبوا زعمهم، فقد دمّروا القرى في شتى أنحاء فلسطين حتى بلغ عدد القرى التي تم تدميرها حتى 1948م أربعمئة وخمس عشرة قرية، وأقاموا مذابح جماعية لأهل فلسطين مثل مذبحة دير ياسين وقبية وبلد الشيخ و15 مذبحة أخرى آخرها مذبحة غزة التي حدثت في أثناء مراجعة الكاتب للكتاب عام 2008م، وقد ذكر الكاتب أسماء حركات صهيونية تهدف بكل وضوح وتبجّح إلى هدم الأقصى مثل جماعة أمناء الهيكل ومنظمة بيتار.
ومن أوجه إفسادهم في التخطيط السياسي، استغلالهم أكذوبة المحرقة أو الهولوكوست التي ارتكبها هتلر في كسب تعاطف العالم واللجوء إلى أرض فلسطين لتكون دولتهم، واستطاعوا إقامة علاقات دبلوماسية مع كثير من الدول العربية لتدعيم اقتصادهم وتقوية موقفهم، ولا يستطيع عقل إنسانيّ أن يحكم على هذه السياسات الدموية بالبراءة من الفساد وتعمّد الإفساد.
الفكرة من كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرًا (بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين)
هذا الكتاب هو سرد مُفصّل لتفاصيل القضية الفلسطينية، ورصد مرتب لحقائقها التي زُيّفت بأقلام المستشرقين، وتناثرت بين صفحات كتب التاريخ المختلفة، بدءًا من تاريخ الأرض وملكيتها الحقيقية لأنبياء ورسل بني إسرائيل والصالحين من أتباعهم، مرورًا بخطوات اليهود المدروسة نحو إنشاء دولتهم المزعومة، وجهودهم المتفانية في تفكيك القاعدة الإسلامية لإحكام سيطرتهم على البقعة المباركة، وصولًا إلى الوعود القرآنية الصادقة للمسلمين بدخولهم المسجد الأقصى المُبارك وتدمير علو اليهود وفسادهم، وقال الكاتب عمر الأشقر في مقدمته إنّ كتابه هذا ليس كتابًا تاريخيًّا بحتًا، وإنما هو رسالة لأهل الإسلام وأبنائه، يعرفهم فيها بماضي الأمة الغابر مع اليهود، ويحدثهم بالنصر القادم ويسرد دلالاته وبشائره، مُستندًا إلى الهدي السماوي، والنور الإلهي، فلا يخاف القارئ ضعف المرجع أو كذب الحديث، ولا نُزكّي على الله أحدًا.
مؤلف كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرًا (بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين)
الشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر، كاتب وفقيه فلسطيني درس بالمملكة العربية السعودية وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام بالرياض، ثم استكمل رحلته التعليمية في جامعة الأزهر بالقاهرة، فحصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه، وكانت دراسته بعنوان “النيات ومقاصد المكلفين”، عُيّن أستاذًا بكلية الشريعة في الكويت، ثم الجامعة الأردنية بالأردن، وأصبح بعدها عميدًا بالجامعة الزرقاء، تفرّغ بعد ذلك للتأليف، وأنتج الكثير من الكتب المثمرة في باب الفقه والعقيدة والتاريخ، ومن كتبه: الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية، ونحو ثقافة إسلامية أصيلة، وسلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة.