دفع المنافس إلى التراجع
دفع المنافس إلى التراجع
يستطيع لاعبو التسويق المتميزون أن يحثوا المنافسين على التراجع عن المنافسة في عمل يحقق لهم أرباحًا كبيرة، وذلك يكون من خلال إغواء المنافس على ترك العمل المهم والدخول في عمل آخر يكون كل منهما منافسًا فيه، لكنه أقل أهمية، ولا يحقق أرباحًا كبيرة، وأفضل طريقة لفعل ذلك أن تكون محيطًا بالتكاليف الشاملة لنشاطات عملك، إذ إن المنافس سوف يدخل إلى هذا العمل الآخر الأقل ربحية بسبب عدم معرفته الكاملة بتكاليفه، فيظن أنها تحقق أرباحًا كبيرة، على عكس الواقع، فتخرجه بذلك من العمل الذي يحقق أرباحًا كبيرة، وتدخله في عمل أرباحه قليلة، ويؤدي إلى زيادة نفقاته أيضًا، ما يعني تراجع حصته في السوق، وحصولك على جزء منها، فبذلك تكون قد دفعت منافسك بالدخول إلى عمل يُعتقَد أنه منجم من الذهب، وهو في الحقيقة جحر أرنب، ويتطلب تنفيذ هذا الهجوم غير المباشر أن تكون على دراية بتكاليفك وأسعارك، وكذلك تكاليف وأسعار منافسيك.
استخدمت الشركات اليابانية هذا الأسلوب في الأسواق الغربية، فقاموا ببناء قاعدة من العملاء في القطاع الأكبر من السوق، وهو قطاع المنتجات الرخيصة ومنخفضة الربح، عن طريق تقديم منتجات رخيصة الثمن، وفي المقابل قامت الشركات الغربية بالتركيز على المنتجات الثمينة ذات الأسعار العالية ظنًّا منها أن تلك الأسواق التي تعمل فيها الشركات اليابانية غير مربحة، ما نجم عنه أن الشركات الغربية فقدت حصتها السوقية في هذا القطاع لصالح الشركات اليابانية.
وفي الوقت الذي كانت الشركات اليابانية تسيطر فيه على السوق الغربية قطاعًا تلو الآخر، كانت الشركات الغربية تعيش في حالة خداع للنفس، إذ كانت تعتقد أنها تتفوق على نظيرتها اليابانية بالتخلي لها عن قطاع السلع والمنتجات الرخيصة في السوق، مقابل سيطرتها على سوق المنتجات الغالية التي تحقق أرباحًا عالية، معتقدة أن الشركات اليابانية لن تنافس في هذا القطاع.
وأثناء تراجع الشركات الغربية في قطاع المنتجات الرخيصة في السوق الغربية، كانت الشركات اليابانية تهاجم بقوة وجسارة في قطاع المنتجات الثمينة والغالية الذي لجأ إليه منافسوها، وكانت الشركات اليابانية على دراية بتكاليفها وأسعارها بطريقة جعلت أسعارها أقل من عروض منافسيها من الشركات الغربية، وقد أدى ذلك في النهاية إلى أن العديد من الشركات الغربية لم تستطع أن ترفع أسعار منتجاتها لتغطية تكاليف التصنيع، فترتب على ذلك أن بعضها خرج من السوق، بينما البعض الآخر توجه إلى قطاع آخر جديد.
الفكرة من كتاب لاعب التسويق.. هل تلعب للمتعة أم للفوز؟
إن المنافسة بين الشركات هذه الأيام أصبحت على أشدها، لذلك يلجأ المسوقون المميزون إلى تحقيق انتصارات حاسمة من خلال تطبيق استراتيجيات لا تلين، تلك الاستراتيجيات التي تقوم على تهميش الخصوم وتحييدهم، بل ومعاقبتهم، فالشركات الآن تلعب بقوة ولا تعتذر عما تقوم به في منافسيها، وكل ذلك دون خرق للقانون أو المساس بوتر حساس عند العملاء، ومن هنا يعرض لنا مؤلفا الكتاب مبادئ وخصائص اللاعبين الجيدين، وكذلك قصصًا واقعية تبين لنا الأساليب التي انتهجتها الشركات والأدوات التي لعبت بها في سبيل تحقيق الأفضلية التنافسية التي تحقِّق لها النمو المستدام وجني الأرباح.
مؤلف كتاب لاعب التسويق.. هل تلعب للمتعة أم للفوز؟
جورج ستارك: حاصل على إجازة في الهندسة من جامعة ميشيغان الأمريكية، وكذلك إجازة في علم الطيران والفضاء من معهد ماساشوستس للتقانة، وحاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، عمل سابقًا في أبليكون، وإيكسون للأبحاث الهندسية، ويشغل حاليًّا منصب نائب رئيس مجموعة بوسطن الاستشارية في مكتب تورنتو، يهتم بالاستراتيجية الدولية والمنافسة في زمن محدد، كما يقوم بتقديم النصائح لعملاء التجارة بالتجزئة، شارك في تأليف مجموعة من الكتب منها:
“المنافسة ضد الزمن”.
“كايشا: الشركة اليابانية”.
روبرت لاشينور : حاصل على إجازة في الهندسة من جامعة كورنيل، وحاصل على درجة الماجستير من كلية إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، ويشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة GEO2 المهتمة بخفض انبعاث الغازات السامة من السيارات والشاحنات، والمعدات التي تستخدم محركات حرق داخلي، وقد شغل سابقًا مدير إدارة المبيعات والتسويق في “فريتو-لي”، وقد شغل منصب نائب رئيس مجموعة بوسطن الاستشارية، وهو متخصص في صناعة السيارات، وتجارة التجزئة الاستهلاكية وبناء العلامات التجارية.
معلومات عن المترجم:
مروان سعد الدين: مترجم حاصل على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق 1995، وقد نقل إلى العربية كثيرًا من المؤلفات الأدبية والسياسية والاقتصادية، منها:
عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع.
الجاذبية طوع بنانك.
أعمدة السعادة الستة.
كل شيء تحت السماء.. الصين الماضية ونهضة قوة عالمية.
مستقبل السعادة.
رواية “لاروز”.