دعوى الحاجة إلى تغيير أصول وثوابت الدين
دعوى الحاجة إلى تغيير أصول وثوابت الدين
يقوم منهج محمد شحرور على نقض الأصول والثوابت الإسلامية، فيقول: “إن الحاجة ملحَّة إلى إعادة النظر، وبخاصةٍ فيما يُسمَّى بالثوابت والأصول، حيث نحن اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة تأصيل الأصول نفسها، وإعادة النظر فيما يسمى بالأحكام الشرعية وأدلتها”، ويسمي شحرور من يتبع تلك الثوابت والأصول بأنه من “عبدة التراث”، وهذا الوصف من التعصُّب الظاهر والحجر القائم على فكرة “الحرمان الكنسي”، وهو أن كل مخالف أو ناقد له جاهل ومتخلِّف، ورجعي، وهو ما يتنافى مع ما يدعيه ويروِّج له من حرية الاعتقاد وحرية الفكر والنقد!
ومن هنا توجَّه محمد شحرور بالنقد للإمام “الشافعي” رحمه الله، والسبب راجع إلى أن التيار التنويري والحداثي يرى أن الإمام الشافعي هو من قام بتشكيل العقلية التي يفكر بها الإنسان العربي والمسلم، وبالتالي كان نقدهم للإمام الشافعي بطريق مباشر أو غير مباشر المراد به الطعن في تلك الثوابت والأصول، بل لم يتوقَّف شحرور عند حد القول بتجاوز منهج الشافعي في أصول الفقة، بل ذهب إلى الطعن في شخص الإمام الشافعي نفسه، فيقول: “باع دينه بدُنيا غيره!”، كما وصفه بأنه كان يُداهن في الفقه من أجل إرضاء السلاطين!
ودافع شحرور من وراء الطعن في الأصول والثوابت هو التحرُّر من كل قيد أو ضابط يؤدي إلى الحكم على منهجه بالفساد والبطلان، فتلك الطريقة المنفلتة التي لا تقوم على قواعد وضوابط علمية شرعية تسهل على شحرور أن يقول أي شيء في أي شيء، ثم يزعم أن مخالفيه من التراثيين لم يفهموه، إلى جانب تنكُّره لأي فهم سابق للنصوص، حتى لو كان هذا الفهم هو فهم الصحابة (رضي الله عنهم).
الفكرة من كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يستعرض هذا الكتاب منهج واحدٍ من الشخصيات المثيرة للجدل على الساحة العربية، وهو “محمد شحرور” الذي تم تقديمه على شاشات التلفاز على أنه باحث ومفكر ومجدِّد للفكر الإسلامي، ليبيِّن لنا من خلال تتبُّع الأسس التي يقوم عليها منهجه أنه عابث بمفردات اللغة ومعانيها، ويقوم بتحريف معاني ألفاظ آيات القرآن الكريم بوضعه معاني لا تتحمَّلها تلك الألفاظ، إذ لما استحال تزييف كلمات القرآن وتغيير حروفه، لجأ شحرور ومن صار على نهجه إلى تحريف معانيه تحت اسم “قراءة معاصرة” للقرآن، ما أدى إلى إفراغ آيات القرآن من معانيها ومقاصدها مبتدعًا مقاصد ومعاني جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، كما يبيِّن لنا الكاتب الأسس الفلسفية الفاسدة التي تبنَّاها شحرور ليُقيم عليها منهجه التلفيقي.
مؤلف كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يوسف سمرين: كاتب شاب له اهتمام كبير بالمجال الفكري والفلسفي، وله نشاط نقدي كبير، حيث صدرت له عدة مؤلفات، منها: “موقف ابن تيمية من نظرية الحادث”، و”تناقضات منهجية.. نقد أطروحة عدنان إبراهيم للدكتوراه”، إلى جانب كتابه “بؤس التلفيق”، كما أن له أعمالًا مسموعة مثل: “سلسلة مدخل إلى الفلسفة”.