دعوها فإنها منتنة
دعوها فإنها منتنة
كسَع رجُلٌ مِن المُهاجِرينَ رجُلًا مِن الأنصارِ فقال الأنصاريُّ: يا لَلأنصارِ! وقال المُهاجريُّ: يا لَلْمُهاجِرينَ! قال: فسمِع النَّبيُّ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) ذلك فقال: “ما بالُ دَعْوى الجاهليَّةِ؟”، فقالوا: يا رسولَ اللهِ رجُلٌ مِن المُهاجِرينَ كسَع رجُلًا مِن الأنصارِ فقال: “دَعُوها فإنَّها مُنتنةٌ”.
لا تزال دعوى الجاهلية والعصبية القبلية تتصدَّر المشهد في المجتمع السعودي، فالحديث معك إن كنت من القبيلة الفلانية سيختلف إن كنت من القبيلة الأخرى، ويذكر لنا هنا الأستاذ عبدالله قصة وقعت في حضوره عندما زار أحد أصدقائه في مدينة الأحساء بالمملكة، فقدَّم صاحب البيت لضيوفه تمرًا من القصيم ترحيبًا بهم لتقوم الدنيا ولا تقعد عند أحد الضيوف، والسبب: كيف تقدِّم تمرًا من القصيم وأنت من أهل الأحساء!
تظهر العصبية أيضًا مع شعوب العالم الأخرى، فقد يتضايق المرء حين يشبهه أحدهم بشخص هندي أو باكستاني بينما لا يتضايق حين يشبهه أحدهم بشخص كندي أو بريطاني مثلًا، مع أن هؤلاء الهنود قد أحرزوا تقدُّمات صناعية وعلمية إلا أنه حين تضطرهم الحاجة فيلجؤون إلى بلادنا للعمل ننظر إليهم تلك النظرة الدونية!
تلك الجنسيات التي نأبى ونأنف من أن يشبهنا أحد بها تجد لها في دول العالم الأخرى مكانًا ومناخًا صحيًّا يساعدها على العمل والتطور لكنها حين تأتي إلى بلادنا تُضطهد ويتطاول عليها الصغير والكبير، ويبُخس حقها، فلربما بقيت أعوامًا تعمل وتتقاضى نفس الأجر!
يبدو أننا نسينا أو تناسينا معيار التفاضل، فلا للمهاجرين ولا للأنصار ولا للسعوديين ولا للهنود، وإنما للتقوى وبالتقوى وحدها يتفاضل البشر.
الفكرة من كتاب كِخَّة يا بابا
خلال سنوات عديدة قضاها الكاتب في السفر وفي الدراسة خارج المملكة، وعن طريق مقارناته
وكتاباته اليومية الخاصة خلال تلك الفترة يسلِّط الضوء على أبرز القضايا الاجتماعية التي تميَّزت فيها بلاد وجنسيات أخرى مختلفة عن المجتمع السعودي، وذلك من خلال أسلوب نقدي محاولًا الوصول إلى أصل المشكلة، مع تذييل مقالاته في النهاية بتعليقه الخاص أو بتقديم نصيحة عامة أو حلول مقترحة.
مؤلف كتاب كِخَّة يا بابا
عبدالله المغلوث: كاتب أسبوعي في جريدة الوطن حصل على ماجستير في تقنية المعلومات بكالوريوس في التسويق والإعلام من خلال دراسته في جامعات أمريكا وعمل في العديد من الصحف والمجلات السعودية، وله عدة مؤلفات:
الصندوق الأسود: حكايات مثقفين سعوديين.
مضاد حيوي لليأس: قصص نجاح سعودية.
أرامكويون: من نهر الهان إلى سهول لومبارديا.