دعنا نَبِع الفرصة
دعنا نَبِع الفرصة
بعد تقييم الفرص واختيار الأنسب منها، تأتي الخطوة الأخيرة في إدارة الفرص، وهي تحويل الفرصة إلى نموذج أعمال، بحيث تُطَوَّر وتُدخَل في دورة الاستثمار، ونموذج الأعمال هو التقنية المعنية بتحويل الفرص إلى مشروع أعمال غير رسمي يساعد على اتخاذ قرار مبدئي بشأن الاستثمار، فنعمل في هذه المرحلة على تعبئة نموذج الأعمال واختبار الفرضيات، ثم نطور نموذجًا أوليًّا ونختبره على نطاق محدود، وبعد إثبات النجاح يخرج إلى النور في صورة منتج أو خدمة جديدة، ثم نبدأ في إسناد الأعمال.
ونموذج العمل يتكون من تسع خانات أو صناديق:
أولًا: خانة القيمة، نحدد فيها ما نبيعه وما نتميز به من غيرنا. ثانيًا: خانة الفئات والشرائح المستهدفة، نحدد بدقة السوق التي سنستهدفها والشرائح التي سنوجه إليها الخدمة. ثالثًا: قنوات الاتصال والتوزيع، نحدد فيها طرائق الوصول إلى الشرائح المستهدفة وطرائق توصيل المنتجات والخدمات إليها. رابعًا: العلاقات التي نحدد فيها الروابط التي ننشئها مع العميل ليستمر في الشراء والتعلق بنا. خامسًا: الأنشطة والعمليات، وهي الأعمال التي سنجريها لإخراج المنتج وتوصيله إلى شرائحنا المستهدفة. سادسًا: الموارد، ونحدد فيها ما نحتاج إليه من مهارات وقدرات وأصول لإخراج المنتج أو الخدمة للعميل. سابعًا: الشركاء، وهم كل من نتعاون معهم في المشروع. ثامنًا: التكاليف، نحدد جيدًا كل ما ندفعه من بداية المشروع حتى نهايته. تاسعًا: مصادر الربح، ونحدد فيها بعناية طريقة ربحنا والأشياء التي ستكون مصدر ربح لنا.
لا تُعَبِّئ نموذج عملك بمفردك، بل يجب أن يكون معك فريقك، ولا تقف عند التعبئة، بل حولها إلى منتج وعمل حقيقي على أرض الواقع، ثم بِع خدمتك أو منتجك واختبره في نطاق ضيق، فهذا سيساعدك على تقليل تكلفة التسويق، وسيمنحك فرصة لاختبار نموذج عملك ومنتجك قبل إطلاقه في السوق الكبيرة، بهذا يمكنك التنبؤ بردة فعل الجمهور قبل الإطلاق، واختبر فرضياتك، وعاود تطوير النموذج من جديد وتغيير ما افتُرِضَ وتجميع أفكار لتطوير منتجك قبل الانطلاقة الكبيرة.
الفكرة من كتاب إدارة الفرص: الدليل التأسيسي والتشغيلي لمنظمات الأعمال
العالم متغير، كما أنّ سوق الأعمال دائمة التقلب والتحول، لكن كثيرًا من الشركات لا تواكب هذا التغير، وتنشغل وتحصر نفسها في حل مشكلاتها الداخلية وإدارة العمل اليومي، وهذا هو الفخ الكبير الذي تقع فيه الشركات، فلا تأخذ في اعتبارها البيئة الخارجية وما يستجد من أحداث وتحولات.
والتغير والتقلب في السوق يمكن أن يكون عائقًا لنجاح كثير من الشركات وسببًا في وقوعها، لكن الشركات الناجحة هي التي تستغل التغيرات والتقلبات الحادثة حولها، وتقتنصها فرصةً ثم تستغلها وتديرها وتحولها إلى منتج أو خدمة لعملائها، وهذا ما يقدمه إلينا هذا الكتاب، فهو يساعدنا على معرفة مفهوم إدارة الفرص، وطريقة استغلال الفرص وتحويلها إلى مصدر ربح.
مؤلف كتاب إدارة الفرص: الدليل التأسيسي والتشغيلي لمنظمات الأعمال
محمد مصطفى عبد القادر شلبي: استشاري إدارة الفرص، تخرج في جامعة الإسكندرية وحصل على الدراسات العليا في تكنولوجيا التعليم، ونشرت له أبحاث في الابتكار الإداري، ومن مؤلفاته: تحويل المشكلات إلى فرص.
بدر بن حمود بن عبد العزيز البدر: تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحصل منها على درجة البكالوريوس في علوم الحاسب، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة واشنطن، شغل مناصب عدة في شركة سيسكو، كذلك منصب المدير التنفيذي لشركة أول نت، ويعمل الآن رئيسًا تنفيذيًّا للشركة السعودية للفنادق والمنتجعات السياحية.