دعائم المحَبَّة
دعائم المحَبَّة
يتبع التدبُّر في القرآن، والتأمل في الكون القيام بأعمال تثبِّت القواعد وتدعم البنيان، يقول تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾، فهناك أعمال صالحة لها ارتباط وثيق بموضوع المحبة، علينا أن نكثر من القيام بها حتى تنمو شجرتها وتأتي بثمارها الطيبة، ومن هذه الأعمال: ذكر النعم، فنحن نعيش في حالة من الجحود للرب المنعم الودود لأننا غرقى في نعمه، وفي الوقت نفسه لا نسمح لعقولنا بتذكرها، ولا لأعيننا برؤيتها، لأننا قد ألفنا تواصلها حتى نسيناها.
لقد انشغلنا بجمع النعم، ولم نلتفت إلى من أنعم بها علينا فخفتت مشاعر الحب تجاهه سبحانه، فإن ذكر النعم وربطها بالمنعم من أعظم الوسائل المعينة على محبة الله، يقول تعالى: ﴿فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، فحبذا لو قمنا بتسجيل نعم الله علينا كتابةً حتى يسهل الرجوع إليها في أي وقت شئنا وقراءتها فنستثير مشاعر الحب لله (عز وجل) داخلنا.
ومن تلك الأعمال رحلات الاعتبار، وهي الذهاب إلى الأماكن التي يوجد فيها أهل البلاء كالمستشفيات والملاجئ، فهذه الرحلات لها دور كبير في إدراك حجم النعم العظيمة التي أمدنا الله بها وأغرقنا فيها، ومن الأعمال الصالحة أيضًا كثرة حمد الله باللسان، ومناجاة الله بالنعم خصوصًا في جوف الليل، وكذلك تحبيب الناس في الله (عز وجل)، وذلك لأنها تدفعه إلى العمل بما يقول حتى لا يدخل في دائرة من يقول ولا يفعل، ومن تلك الأعمال الإلحاح على الله بأن يرزقنا محبته.
الفكرة من كتاب كيف نحب الله ونشتاق إليه؟
إن الحب جزء أصيل من مشاعر الإنسان، وهو معاملة قلبية يشعر من خلالها المرء بميله وانجذابه إلى الآخر، ومع وجود قدر من حب الله في القلب إلا أن هناك شواغل تشوِّش عليه وتنازعه المكان مثل حب المال والزوجة والأولاد وغير ذلك، وليس المعنى هو تجريد مشاعر الحب من هذه الأمور، بل المطلوب أن يكون حب الله أكبر منها جميعًا، وإن من أعظم الوسائل لزيادة محبة الله في قلوبنا هو معرفته معرفة مؤثِّرة، لذا يسير بنا الكاتب في رحلة عن أهمية المحبة وثمارها ونقطة البداية لرحلة المحبة مع ذكر بعض الوسائل العملية التي من شأنها أن تسير بالإنسان قُدمًا في طريق حب الله (عز وجل).
مؤلف كتاب كيف نحب الله ونشتاق إليه؟
مجدي الهلالي: كاتب وطبيب وداعية مصري، قدَّم عشرات الكتب في الدعوة والتربية الإيمانية، التي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، له العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، عمل بالسعودية فأقام في المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 2005م.
من مؤلفاته: “التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”حطِّم صنمك”، و”الإيمان أولًا فكيف نبدأ به”، و”تحقيق الوصال بين القلب والقرآن”.