دبلوماسية الحرب العالمية الأولى
دبلوماسية الحرب العالمية الأولى
في الفترة التي سبقت الحرب ربما لم يتكهن الكثيرون باندلاعها نظرًا إلى شيوع حركة السلام الدولية في تلك الفترة، والاعتقاد السائد آنذاك أن العالم أصبح من العقلانية بمكان بحيث ينأى بنفسه عن الدخول في لعبة تدمير الذات عبر صراع الحروب، لكن كانت حادثة مقتل الأرشيدوق فرانسيس فرديناند (وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية) بمثابة القشَّة التي قصمت ظهر البعير، حيث كان هذا التصرف الأحمق اللعين سببًا في اندلاع الحرب العالمية الأولى التي كانت حافزًا للدول على استدعاء مطامعها القديمة.
في ذلك الوقت تمثَّلت أبرز مخاوف ألمانيا من محاولة تحالف كلٍّ من فرنسا والسوفييت ضدها، لذلك كانت الدبلوماسية الألمانية قبيل الحرب تقوم على فكرة إنشاء توازن للقوى عبر تشكيل تحالفات تضمن عدم الإضرار بألمانيا في أي حرب قد تنشأ مستقبلًا، ولكن معظم تلك التحالفات ظلت حبرًا على ورق بسبب تعارض المصالح، لذلك عمدت ألمانيا إلى التصرف بناءً على الاحتمال الأسوأ فعزَّزت تدعيم جبهتها العسكرية، ومع تسارع الأحداث واندلاع الحرب كانت ألمانيا في موقف لا تحسد عليه وازدادت الأمور سوءًا وبدا وكأن ألمانيا ذاهبة إلى الكارثة! وهنا ضاعت أحلامها في تحولها إلى قوة عالمية.
على جانب آخر لم تكن بريطانيا –لو أرادت ذلك- مضطرة إلى خوض الحرب ضد ألمانيا، فاجتياح الأخيرة لبلجيكا لا يمكن وصفه بالمبرر الكافي لاندلاع تلك الحرب، ولكن كانت ثمة مطامع بريطانية فيما يتعلق بالإمبراطورية النمساوية دفعت بريطانيا إلى انتهاز الفرصة ودخول الحرب، مما جعل شراسة الحرب في تلك الأثناء من القوة بمكان لتهديد الحضارة الإنسانية بكاملها ووضعها على المحك، من هنا كان إنشاء عصبة الأمم بعد انتهاء المعارك بمثابة بزوغ فجر جديد من المسؤولية الدولية تجاه إحلال السلام العالمي، والتي بدورها تمخَّضت عن توقيع معاهدة فرساي التي أسدلت الستار بصورة رسمية على وقائع الحرب العالمية الأولى.
الفكرة من كتاب الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا
عن طريق المفاوضات تقوم الدول المختلفة بهندسة علاقاتها الدولية مع الدول الأخرى، وهنا تظهر أهمية الدبلوماسية، فالتفاوض ما هو إلا صراع بين عقليتين تريد كلٌّ منهما فرض رؤيتها على الأخرى..
في هذا الكتاب يستكشف المؤلف تطوُّر الدبلوماسية من منظور تاريخي مستعينًا بأمثلة استقاها من مراحل تاريخية مهمة؛ مثل: الثورة الأمريكية والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، ويُظهِر كيف تم استخدام الدبلوماسية لتشكيل أركان العالم الذي نحيا فيه اليوم، ويرى المؤلف أن الدبلوماسية هي حصان طروادة السياسة.
مؤلف كتاب الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا
جوزيف إم سيراكوسا Joseph M. Siracusa: أستاذ الأمن البشري والدبلوماسية الدولية في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن. اشتهر دوليًّا بكتاباته في مجالات الدبلوماسية الدولية والأسلحة النووية، والحرب الباردة.
كما أن له العديد من المؤلفات من بينها:
الأسلحة النووية.
من الكساد إلى الحرب الباردة.
تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية.