دبلوماسية الحرب الباردة
دبلوماسية الحرب الباردة
بدأت وقائع الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وسعى كل طرف في تشكيل تحالفاته الدولية ليقوِّض بذلك الطرف الآخر، وكان ظاهرًا أن أستراليا فضَّلت العم سام فانحازت بذلك إلى المعسكر الأمريكي ضد عدوهما المشترك، وبدا أن جسورًا من أواصر الثقة المتبادلة نوعًا ما بدأت تربط بين البلدين، إذ إن الأمر كان محيرًا للغاية، فقد اتسمت علاقة البلدين بالتأرجح والاضطراب بين بعض الملفات والمصالح المشتركة، مما ألقي بظلال الشك خصوصًا بعدما فضلت أمريكا علاقة التعاون كبديل عن التحالف الذي كانت أستراليا تنشده، وتسعى للوصول إليه في علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية.
ونتيجة لهذا الضباب الذي خيم على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدا أن الطرفين يسيران بخطى ثابتة نحو المواجهة المباشرة على الأرض خصوصًا أن الدبلوماسية الأسترالية في ذلك الوقت كانت على قدر كبير من عدم المسؤولية في إدارة علاقات البلاد مع الجانب الأمريكي مما فوَّت عليها كثيرًا من الفرص التي كان يسهل استغلالها لصالحها، وبهذا انقلبت العلاقات رأسًا على عقب، وتبيَّن أن الدولتين ليستا شريكتي سلام بقدر ما هما غريمتان متنازعتان.
لكن كانت الحرب الصينية الكورية بمثابة الحجر الذي تم إلقاؤه لتحريك مياه الدبلوماسية الراكدة بين كلٍّ من أمريكا وأستراليا، حيث ارتأت الأولى أنها في حاجة إلى تشكيل تحالف يضمن لها المحافظة على مصالحها أمام التنين الصيني، ويبدو أن هذا الشعور كان أيضًا لدى المسؤولين في أستراليا، فبدأ الطرفان ينزعان إلى البحث عن الأمن الجماعي المشترك الذي تمثَّل بعد مساومات شاقة في توقيع معاهدة أمنية ثلاثية شملت الطرفين بالإضافة إلى نيوزيلندا سُمِّيت بمعاهدة أنزوس، حيث تضمَّنت أبرز معالمها التنسيق المتبادل في وسائل الدفاع الأمنية، مما شكَّل حاجزًا أمام كلٍّ من الطموحات اليابانية والميول التوسُّعية الصينية.
الفكرة من كتاب الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا
عن طريق المفاوضات تقوم الدول المختلفة بهندسة علاقاتها الدولية مع الدول الأخرى، وهنا تظهر أهمية الدبلوماسية، فالتفاوض ما هو إلا صراع بين عقليتين تريد كلٌّ منهما فرض رؤيتها على الأخرى..
في هذا الكتاب يستكشف المؤلف تطوُّر الدبلوماسية من منظور تاريخي مستعينًا بأمثلة استقاها من مراحل تاريخية مهمة؛ مثل: الثورة الأمريكية والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، ويُظهِر كيف تم استخدام الدبلوماسية لتشكيل أركان العالم الذي نحيا فيه اليوم، ويرى المؤلف أن الدبلوماسية هي حصان طروادة السياسة.
مؤلف كتاب الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا
جوزيف إم سيراكوسا Joseph M. Siracusa: أستاذ الأمن البشري والدبلوماسية الدولية في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن. اشتهر دوليًّا بكتاباته في مجالات الدبلوماسية الدولية والأسلحة النووية، والحرب الباردة.
كما أن له العديد من المؤلفات من بينها:
الأسلحة النووية.
من الكساد إلى الحرب الباردة.
تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية.