دبلوماسية الثورة الأمريكية
دبلوماسية الثورة الأمريكية
قبيل نيل أمريكا استقلالها كانت مستعمرة بريطانية، ونظرًا إلى تجاهل بريطانيا مصالح رعاياها في المستعمرات بدأت محاولات النضال من أجل نيل الاستقلال التام عن الإمبراطورية البريطانية، ونظرًا إلى ضعف الإمكانات الاقتصادية والعسكرية لتلك المستعمرات مقارنةً بالدولة الأم كان لزامًا عليها أن تحظى بدعم إحدى الدول الخارجية وإلا فنضالها سيولد ميتًا.
من هنا برز دور الدبلوماسية الأمريكية، حيث بدأت بإرسال عملائها سرًّا للتواصل مع الدول الصديقة لها بالخارج، الذين كانوا بدورهم على أتم الاستعداد لدعم أي محاولة تمرد من شأنها أن تؤدي إلى تقويض النفوذ البريطاني، وبالفعل أمدت فرنسا وإسبانيا سرًّا الأمريكيين ببعض المساعدات، إلى أن تم إعلان استقلال أمريكا، ونالت الدبلوماسية الأمريكية مبتغاها حينما اعترفت فرنسا بأمريكا كدولة مستقلة ذات سيادة، ثم نشأ على أثر ذلك التحالف الفرنسي الأمريكي بصورة علنية، ولما قلبت بريطانيا ظهر المجن لإسبانيا عندما رفضت خدماتها بالوساطة الدبلوماسية بينها وبين فرنسا، سارعت هي الأخرى وولَّت وجهها شطر التحالف الفرنسي الأمريكي لتحصل على حصتها من الكعكة التي تمثلت في محاولة الحصول على المساعدة للسيطرة على منطقة جبل طارق.
بعد ذلك وجدت أمريكا نفسها بمثابة بيدق في لعبة الشطرنج الأوروبية، حيث كانت تحاك بعض المفاوضات بين كلٍّ من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا متجاهلة المصالح الأمريكية، لذا كان الصراع المباشر مع بريطانيا يمثل ضرورة لتحريك مياه الدبلوماسية الراكدة، وبالفعل تم لأمريكا ما أرادت، فبعد انتهاء المواجهات دخلت في مفاوضات سلام مباشرة مع الجانب البريطاني، واعترفت بريطانيا على أثر ذلك باستقلال الولايات الأمريكية الثلاث عشرة وسيادتها، ولكن في الوقت نفسه لم تلقَ أمريكا تلك الدولة الوليدة حديثًا ترحابًا كبيرًا من دول أوروبا، الأمر الذي حمل على عاتق الدبلوماسية الأمريكية مهمة جديدة تمثَّلت في انتزاع الاعتراف السياسي باستقلالها من تلك الدول، وتم لها ذلك نتيجة للاستغلال الجيد للمصائب التي حلَّت بأوروبا في ذلك الوقت وتحويلها لخدمة المصالح الأمريكية.
الفكرة من كتاب الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا
عن طريق المفاوضات تقوم الدول المختلفة بهندسة علاقاتها الدولية مع الدول الأخرى، وهنا تظهر أهمية الدبلوماسية، فالتفاوض ما هو إلا صراع بين عقليتين تريد كلٌّ منهما فرض رؤيتها على الأخرى..
في هذا الكتاب يستكشف المؤلف تطوُّر الدبلوماسية من منظور تاريخي مستعينًا بأمثلة استقاها من مراحل تاريخية مهمة؛ مثل: الثورة الأمريكية والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، ويُظهِر كيف تم استخدام الدبلوماسية لتشكيل أركان العالم الذي نحيا فيه اليوم، ويرى المؤلف أن الدبلوماسية هي حصان طروادة السياسة.
مؤلف كتاب الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا
جوزيف إم سيراكوسا Joseph M. Siracusa: أستاذ الأمن البشري والدبلوماسية الدولية في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن. اشتهر دوليًّا بكتاباته في مجالات الدبلوماسية الدولية والأسلحة النووية، والحرب الباردة.
كما أن له العديد من المؤلفات من بينها:
الأسلحة النووية.
من الكساد إلى الحرب الباردة.
تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية.