داخل جسد النائم
داخل جسد النائم
يعدُّ التنفُّس أكثر الوظائف عرضة للاضطرابات خلال النوم، حيث تكون العضلات التنفسية أكثر استرخاءً في فترة اليقظة، ويلاحظ ذلك في العضلات التي تحافظ على المسالك الهوائية العليا مفتوحة عن طريق تمدُّد جانبي الأنف، ومنع اللسان من الانحدار للخلف، ويؤدي استرخاء العضلات عند الاستغراق في النوم إلى تقليص حجم الحنجرة قليلًا، فيمر الهواء في مكان ضيق، فيؤدي إلى ارتجاج أنسجة الحنجرة، مما يولد الشخير، وإذا ضاقت الحنجرة أكثر، أدت إلى حالات انقطاع التنفس، وتُعالج تلك المسألة حاليًّا عن طريق فتح المسالك الهوائية بزيادة ضغط الهواء عن طريق الضخ في الأنف أو استعمال طقم أسنان يجر اللسان إلى الأمام، وهناك أشخاص مصابون بمتلازمة أوندين، حيث لم يعودوا يتنفسون آليًّا، بل يتنفَّسون إراديًّا في حالة اليقظة، ولا يستطيعون التنفس في أثناء النوم، فيحتاجون إلى جهاز تنفس ليلًا.
وفي أثناء الليل ينتج عدد كبير من الهرمونات، فيفرز هرمون النمو في بداية الليل، وفي الساعة الرابعة صباحًا يبدأ إنتاج الكورتيزول ليصل أقصى مداه نحو الساعة الثامنة، فتنشط عملية ارتفاع نسبة الجلوكوز والبروتينات في الدم، فتتوافر الطاقة اللازمة لاستيقاظ المرء عن طريق تولد الطاقة الضرورية لممارسة الأنشطة النهارية، أما الميلاتونين فهو يفرز ليلًا ويساعد على التنسيق بين الإيقاعات النهارية – الليلية.
ويحدث الانتصاب أحيانًا كثيرة خلال النوم، وقد يصاحبه القذف، ويكون الانتصاب أقوى وأطول صباحًا عن بداية الليل، ولا علاقة لعمليات الانتصاب تلك بمضمون الحلم، أو الحرمان من العلاقات الجنسية أو مشاهدة الأفلام الإباحية، ويحدث عند النساء تقلُّصات صغيرة للرحم، ويكون عددها أكبر ومدتها الزمنية أطول خلال النوم عن فترة اليقظة، ولم يتمكَّن العلماء من معرفة سبب حدوث ذلك بالفعل، ففسَّروا ذلك كله بأن الأعضاء الجنسية في حاجة إلى أن تتحرَّك بانتظام خلال النوم؛ كي لا تضمر، مع أخذ الاعتبار الأكبر وهو تهديد الجنس البشري بالانقراض، إذا لم يكن هناك تناسل فعَّال.
الفكرة من كتاب كيف ننام؟
ينام الجنين في الرحم، ويخرج إلى الوجود نائمًا ليظل الشهور الأولى من عمره مستسلمًا للنوم، حتى ينتظم إيقاع نومه ليلًا، وتتواصل حياة الشخص لتقلَّ ساعات نومه، فما النوم؟ هل تتوقَّف الحياة خلاله؟ أم هو مرحلة استراحة؟ وما فوائده؟ تحاول العديد من العلوم الإجابة عن تلك التساؤلات وغيرها، فيسعى هذا الكتاب هنا إلى الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها، كما يتطرَّق إلى مسألة الحرمان من النوم، وتأثيرها في الأنشطة الفكرية، ويحاول أن يساعد الجميع وبخاصةٍ الأدمغة الصغيرة النائمة في إدراك فائدة النوم ومتعته.
مؤلف كتاب كيف ننام؟
إيزابيل أرنوف: كاتبة وباحثة في علوم الأعصاب، حاصلة على الدكتوراه في الطب، ومن مؤلَّفاتها في سلسلة “ثمرات من دوحة المعرفة” كتاب: كيف نحلم؟
دلفين أودييت: كاتبة، وتحضر الدكتوراه في مجال علوم الأعصاب بجامعة بيبر وماري كوري بإشراف الدكتورة إيزابيل أرنولف.