خُلق كريم
خُلق كريم
لقد أوصانا رسولنا (صلَّى الله عليه وسلَّم) بالكثير من الأخلاق الطيِّبة والمعاملة الحسنة، مثل الوفاء بالعهود والمواثيق، فقد كان النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) يحترمها حتى مع ألدِّ أعدائه، وينبغي للمسلمين جميعًا الاقتداء بهذا الخلُق الكريم حتى إن كانت العهود والمواثيق مع الأعداء، لأن المسلم في تعاملاته يعكس تعاليم ديننا العظيم، قال (صلَّى الله عليه وسلَّم): “أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك وَلا تَخن مَن خَانك”، وقد وضَّح رسولنا الكريم أن إخلاف الوعد من صفات المنافقين، فقد قال (صلَّى الله عليه وسلَّم): “آية المُنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذَب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمنَ خان”.
كذلك من ضمن الأخلاق الكريمة التي حثَّ عليها نبي الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) الصدق، فقد كان رسولنا الكريم مشهورًا في مكَّة بالصدق والأمانة، ولقَّبَهُ قومه بالصادق الأمين، وعلينا أن نُدرك أن الناس بفطرتهم يميلون إلى التعامل مع الإنسان الصادق، فمن البديهي أن ينفروا من الكذب والخداع، لذا كان على المسلم أن يحرص على الصدق في جميع تعاملاته، فالإنسان الصادق تكون بداخله طمأنينة لا يعيشها الكاذب المرتاب.
وقد كان رسولنا الكريم حريصًا على المشاعر الإنسانية النبيلة من أكبرها وحتى أصغرها، فقد كان يتحاور مع الآخرين ويوضِّح لهم حقيقة رسالته بكل رحمة وأناة، ويبيِّن لهم جميع أبعادها وينصت إليهم باحترام، وهذا ما نفتقده في الوقت الحالي، فكل إنسان أصبح لا ينصت إلَّا لأفكاره ويحوِّل الكلام إلى مسألة شخصية فتبدأ الصراعات التي تؤدي بكل طرف إلى تهميش الآخر وكأننا في معركة، سهوًا منَّا أن الإنصات للآخرين هو الطريق المثالي للحوار الناجح المُثمر.
كما أنه يُوجد بديننا أدب الاختلاف، فقد اختلف أصحاب نبينا محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)، ولم يكن النبي يُعنِّفهم على ذلك، بل كان يوجههم إلى الحق والصلاح.
الفكرة من كتاب مدرسة محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)
محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)، هو رسولنا وحبيبنا وشفيعنا، والذي مهما قرأنا عن مسيرته وحياته لن يتسنَّى لنا إدراك عِظم أخلاقه وحُسن مبادئه.
إن هذا الكتاب مليء بالطمأنينة، وكيف لا تطمئن يا صديقي ونحن نتحدَّث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟
مؤلف كتاب مدرسة محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)
جهاد الترباني: كاتب وشاعر فلسطيني الجنسية، اهتم بالتاريخ الإسلامي وهو صاحب قصائد متنوعة تم إنشادها من عدة منشدين، وقدَّم برنامج “العظماء المائة” على اليوتيوب، وذكَرَ فيه بعض علماء المسلمين الذين غيَّروا تاريخ الأمَّة.
من مؤلفاته: “مائة من عظماء أمَّة الإسلام غيروا مجرى التاريخ”، و”مدرسة الصحابة رضي الله عنهم”، و”لغز آريوس”.