خُدعة النهاية.. في العجلة الندامة
خُدعة النهاية.. في العجلة الندامة
غالبًا ما تكون الفترة التالية لنجاح النظام الغذائي أكثر محطات الرحلة خِداعًا؛ يهرع الشخص إلى تلك الأطعمة التي حُرِمَها طويلًا، معتقدًا أنه قد تحرر من سجن الحمية الغذائية، وآن له أن يأكل كما يريد، هذا هو الخطر الأساسي للحميات القاسية، فعلى النظام الغذائي الجيد أن يراعي رغبات الجسد، ليس مؤقتًا كسجن، بل فرصة أخرى لتجربة الحياة بأسلوب أكثر توازنًا، لا تَقِلّ مهمة الثبات على الوزن صعوبة عن الخطوات الأولى، وبجانب النظام الغذائي، تلعب الرياضة دورًا هامًّا في هذه المرحلة، فاكتساب عادة يومية لممارسة أي نشاط رياضي، سيحافظ على مكاسبك، ويدعم كتلتك العضلية التي ربما تأثرت في أثناء خسارة الوزن، الأمر ليس صعبًا كما تعتقد، بل إن بَدأه بصعوبة قد يزيد المشكلات، بوسع المشي فقط أن يفعل الكثير، يمكنك بعد ذلك الانتقال إلى رياضة أكثر عنفًا، ولكن سيكون قلبك وجهازك العضلي قد اعتادا عاداتك الحركية الجديدة، ولن تُفاجأ مفاصلك بالحماسة التي ستنطفئ تمامًا بعد أول إصابة جراء الجهد غير المعتاد.
قد يدفع تعجل النتائج، أو الكسل، بعض الناس إلى الدخول في متاهات خطرة وغير عقلانية، إذ تشيع العقاقير الهرمونية أو الأخرى المدرة للسوائل وسيلةً للتخلص السريع والسهل من الوزن، تصاحبها دعاية مستمرة بحرية الطعام، إلا أنها تحمل مخاطرة قد تكون كارثية في بعض الأحيان، مثل استخدام الهرمونات الدرقية، التي لا جدال حول فاعليتها في خسارة الوزن، لكنك ستُصاب بإحدى المصائب التالية، الضعف والهزال الدائم، أو انسداد في الشرايين أو عضلة القلب.
أما بالنسبة إلى التدخل الجراحي، فعادة ما يكون الخيار الأخير لمعظم الأطباء، لكن يظل أخطر ما فيه، هو الطابع التجاري والمادي الذي يسيطر على هذه العمليات، حتى وصل الحال بكثير من الجراحين إلى إجرائها في حالات كثيرة غير مبررة، ربما توجد كثير من المواقف التي تجعل هذا التدخل مطلوبًا، لكن تظل النتائج محفوفة بكثير من الأعراض الجانبية.
الفكرة من كتاب البدانة: مرض العصر من الألف إلى الياء
لا تأخذ مشكلة البدانة طابعًا سلبيًّا في المخيلة الشعبية، خصوصًا العربية، ويمكن تفهم هذا من تاريخ عالمنا مع الطعام، كانت الفترات العصيبة الكثيرة تحث الناس على التوجس من المستقبل، فأمدوا أجسادهم في أيام الرخاء بقدر ما استطاعوا، لكن بعد أن انحسرت فترات المجاعات، ظهرت البدانة نتيجة لعادات اختفت أسبابها، وزادت الحياة الحديثة من الأزمة، وأضافت إلى وفرة الطعام، نقص النشاط والدعوة إلى الراحة.
يُظهر المؤلف الوجه الآخر لظاهرة البدانة، كما ينتقد أساليب الحمية التقليدية التي لا تحترم رغبات الفرد أو حياته الخاصة، ويطرح أسلوبًا غذائيًّا متزنًا متنوعًا، هو أقرب ما يكون إلى طريقة أجدادنا الأوائل في العيش، ولا شك أن الأمر لا يتوقف عند الطعام فقط، لكنها الخطوة الأولى لحياة أكثر اتزانًا.
مؤلف كتاب البدانة: مرض العصر من الألف إلى الياء
سمير أبو حامد: طبيب بشري ومؤلف، له عديد من المؤلفات في مجال الطب، منها:
مرض الزهايمر: النسيان من نعمة إلى نقمة.
الجلطة الدماغيّة: فالِج.. عالج.
التدخين آفة العصر: من الألف إلى الياء.