خير المجالس ما حفَّ بالذكر والطلب
خير المجالس ما حفَّ بالذكر والطلب
يكثر في مجالسنا اليوم اللهو واللعب واللغو، وتتسع أفئدتنا مع الأسف لكل غيبة ولفظ سوء أو وشاية ونميمة، وعلى الرغم من كل آثار هذه السلوكيات السيئة على النفس والمجتمع من سوء للظن وقطيعة للرحم وقذف للأعراض، إلى غير ذلك من المهاترات والصراعات؛ إلا أنها جالبة لغضب الله أيضًا، وموجبة للمساءلة والحساب، ونقمة وحسرة على فاعليها يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان لهم حسرة”.
وهذا التشبيه المخيف دعوة حقيقة للخوف والحذر ومبادرة للمراجعة والتغير، بحفِّ مجالسنا بالذكر والابتهال، وبدلًا من إطلاق العنان لألسنتنا الخوض مع الخائضين والمشاركة لمجرد المشاركة مهما كانت العواقب والثمن، وأن اللائق بنا كمسلمين أن نجعل من مجالسنا حجَّة لنا لا علينا، وأن نحوِّلها إلى مساحة استثمار معرفي وطلب حقيقي، ولهذا من الفضل والرفعة في الدنيا والآخرة ما يرغب فيه ويحث عليه، حيث نصَّت الأدلة على أن مجالس الذكر تحفُّها الملائكة، وتتنزَّل عليها السكينة وتتحقَّق بها الرحمة، وأن الله يذكر من يذكره ويبتهل له في مجالس الدنيا عنده في الملأ الأعلى.
كما أن المجالس المحفوفة بالذكر روضة من رياض الجنة ونعيم من نعيمها المعجل، وموعود روادها بتكفير الذنوب، واستبدال الخطايا، ورفع الدرجات، وصيانة الفكر من الانحراف والزيغ، وسبب من أسباب النباهة والنبوغ وفرصة من فرص التزوُّد والنيل، قال النبي (صلى الله عليه): “إذا مررتُم برياضِ الجنةِ فارْتَعوا، قالوا: وما رِياضُ الجنَّةِ؟ قال: حَلَقُ الذِّكرِ”.
الفكرة من كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
للمجالس والمحادثات آداب وحدود وحقوق وواجبات قد يجهل معظمنا الكثير منها، هل فكرت يومًا في الجدوى من مشاركتك في نقاش أو مجلس ما؟
أم هل تساءلت مرة عن حدود الكلام التي لا ينبغي لك تجاوزها وأنت تتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين؟ أين تجلس ومتى تسكت وكيف تكون مستمعًا جيدًا؟
في هذا الكتاب ستجد مجموعة من التوجيهات والضوابط والتحذيرات التي يمكن أن تساعدك على الاستزادة من الأدب والتحلِّي بالحلم والتخلُّق بالأخلاق القويمة في حديثك ومجلسك.
مؤلف كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
هو محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، من مواليد مدينة الرياض، درس الابتدائية والمتوسط والثانوية في الرياض وتخرج في قسم اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتحق بعدها بقسم العقيدة في الجامعة الإسلامية في أم درمان بالسودان، ثم حصل على الماجستير في كتاب “الإيمان بالقضاء والقدر”، والدكتوراه في كتاب “القصيدة التائية” لابن تيمية (رحمه الله).
ومن مؤلفاته العلمية:
التوبة وظيفة العمر.
مختصر عقيدة أهل السنة والجماعة.
الإيمان بالله.
لا إله إلا الله، معناها، أركانها، فضائلها، شروطها.