خير الأمور
خير الأمور
إن الفضيلة في مجال الأخلاق لها طرفان، وكل طرف متصل برذيلة من الرذائل؛ فالكرم إن زاد عن حدِّه انتهى إلى السرف، وإن نقص عن حدِّه انتهى إلى البخل، والتربية مثل ذلك فإنها تحتاج إلى التوازن والاعتدال، وذلك بواسطة معرفة ما تريده الأسرة من الطفل تحديدًا، وأن تعرف كيفية المحافظة على شخصيته، وأن تجعله يربط بين مصلحته ومستقبله، وبين راحته واستقراره، وهذا يتطلب من الأسرة معرفة وثقافة جيدة، وضبط أعصابها وقبول ما لم تكن تتوقع قبوله، ومهما عرفت الأسرة واتطلعت على التربية وأساليبها؛ فلن تستطيع الادعاء بأنها فعلًا متوازنة في تربيتها.
ومن نعمة الله على البشر قضاؤه بأن تكمن نواة الأسرة في رجل وامرأة، وخلق لهما طبيعتين مختلفتين، وأمرهما بالرحمة والتعاون على الخير، والتفاهم والتجاوز عن الأخطاء، حتى يستطيعا تربية أولادهما تربية متوازنة جيدة من خلال أب حازم وأم يخبرها الأبناء بكل شيء.
ويوجد شيء مهم يظهر فيه التوازن، وهو الربط بين طبيعة الطفل وإمكانياته وذوقه من جهة، وبين متطلبات المجتمع والعصر الذي يعيش فيه من جهة أخرى، ولا بدَّ من التأهيل التربوي للطفل؛ ليكون كائنًا اجتماعيًّا يتشرب أعراف المجتمع وتقاليده، ويصبح أيضًا قادرًا على كسب عيشه بكرامة، وهذا يعني أن الطفل سيتحمل أشياء كثيرة مما يحب ومما يكره، وستضطر الأسرة إلى تزيين أمور كثيرة لا تراها حسنة لإعداد الأبناء للحياة والتعامل الجيد مع الناس.
الفكرة من كتاب القواعد العشر
تختلف الأسر في تربية أبنائها من طفلٍ لآخر، فهناك من الأبناء من تشعر الأسرة بأنه منحة من الله، ومنهم من يكون صعب المراس عنيدًا!
يناقش الدكتور عبد الكريم بكار، القواعد العشر للتعامل مع الأبناء وتهذيبهم، والتي تمثل الخطوط العريضة في فهم أدبيات التربية، والأساليب الأساسية فيها.
مؤلف كتاب القواعد العشر
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار: كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود، تخرج في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر.
له العديد من المؤلفات والكتب، منها:
طفل يقرأ.
رؤى ثقافية.
اكتشاف الذات.
القراءة المثمرة.
العيش في الزمان الصعب.