خوارق العادات
خوارق العادات
يعتقد البعض أن كل ما يقع من خوارق للعادات والسنن الكونية وقوانين الطبيعة يفيد صدق وكرامة الشخص، وهذا ليس بصحيح إذ تشتمل خوارق العادات على حق وباطل، فقد تكون معجزة لنبي من الأنبياء يؤيده بها الله تصديقًا لنبوته ولأجل هداية الخلق، والمعجزة فعل إلهي خارق للسنن الطبيعية متجاوز للعالم لا يمكن معارضتها ولا إبطالها أو تفسيرها بمفاهيم وقوانين العلوم التجريبية، كما حاول أحد الملاحدة اختبار وصف جهنم فيزيائيًّا! فمتى كان للمعجزة تفسير طبيعي ضمن القوانين الطبيعية فليست بمعجزة أصلًا!
وقد تكون الخوارق كرامة لولي صالح تثبيتًا له كرزق السيدة مريم الولد بلا زوج، وكسماع الصحابي سارية وهو بالعراق لنداء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وتشترك الكرامات مع المعجزات في كون كلٍّ منهما فعلًا إلهيًّا له هدف وغاية لا يكون عبثًا ولا اعتباطًا، وقد تقع الخوارق على سبيل الإهانة والتوبيخ للأشرار وبيان كذبهم للناس كما وقع لمدعي النبوة مسيلمة الكذاب، إذ دعا لرجل أعور فذهبت عينه الصحيحة، أما السحر فلا يمكن اعتباره من خوارق العادات مهما بلغ من الإبهار وخفي على عامة الناس فمرده كله إلى الفنون المتعلَّمة، وقد فطن سحرة فرعون وعلموا أن ما وقع لموسى (عليه السلام) ليس من جنس السحر فآمنوا على الفور.
وعلى الصعيد الآخر ينفي البعض حدوث المعجزات احتجاجًا بنفي العلم وقوعها وأنه لا يجوز خرق قوانين الطبيعة، والحق أن المؤمن بالفلسفة الحسية لا يمكنه الإنكار انطلاقًا من كون المعجزة مرئية يشاهدها الناس بحواسهم، كما أن المعجزة في جوهرها فعل إلهي استثنائي فلا يمكن إخضاعها للتجارب وفحصها معمليًّا، وأما عن مسألة خرق قوانين الطبيعة الثابتة فمن خلق القانون قادر على أن يبطله متى شاء وكيف شاء.
الفكرة من كتاب الإسلام والعلم
ما الإنسان؟ وما طبيعته؟ هناك رؤيتان مختلفتان لفَهم طبيعة الإنسان وماهيته، الأولى مادية محضة تنفي وجود الروح، والثانية مثبتة للروح مؤمنة بوجودها، وينبني عن هذا الاختلاف توابع كثيرة في عدة قضايا منها: بدء الحياة ونهايتها.
يقدِّم هذا الكتاب خارطة منهجية للتعامل مع القضايا التي يتداخل فيها العلم والدين، مستقصيًا أسباب ودوافع الخلاف الناشئ بين العلم والإيمان، متناولًا أشهر القضايا المتداخلة بينهما وتفصيلها والجواب عنها.
مؤلف كتاب الإسلام والعلم
هشام عزمي: باحث في ملف الإلحاد وطبيب مصري، ويعمل حاليًّا مدير وحدة العناية المركزة الجراحية في مستشفى كفر الشيخ، ويدير قسم الإلحاد في مركز الفتح للبحوث والدراسات، وأسهم في تأسيس مركز براهين ومنتدى التوحيد.
ومن مؤلفاته: «الإلحاد للمبتدئين.. دليلك المختصر للحوار بين الإيمان والإلحاد»، و«التطور الموجه بين العلم والدين».