خوارزميات مكافحة الجرائم
خوارزميات مكافحة الجرائم
نجح الشرطي الكندي “كِيمْ رُوزْمُو” في تطوير خوارزم يستطيع التوصل إلى الجاني باستخدام العامل الجغرافي، باعتبار أن الجاني لا يختار مسرح الجريمة عشوائيًّا، بل يتحرك داخل نمط جغرافي محدد غالبًا ما يكون قريبًا من مسكنه، وقد نجح خوارزم “رُوزْمُو” في تسهيل القبض على أحد المغتصبين المتسلسلين من خلال تحديد منطقتين رئيسيتين يتحرك فيهما الجاني باستمرار.
وعلى الرغم من نجاح هذه الخوارزميات واعتماد عديدٍ من وكالات مكافحة الجرائم حول العالم عليها، فإن فاعليتها تقتصر على الجرائم المتسلسلة فقط، أما الجرائم الفردية فتحتاج إلى نمط جغرافي مختلف كخرائط “جَاكْ مَابِل” التي رسمها لمحطات مترو الأنفاق في مدينة نيويورك التي انتشرت فيها جرائم السرقة وتعاطي المخدرات، فساعدت شرطة المواصلات على منع جرائم المترو، ثم طورت قوات الشرطة الأمريكية خرائط “مَابِل” إلى كُومْبِسْتَات، وهي أداة تتبُّع بيانات تُستخدم في توقُّع حوادث السطو على المنازل، تلك كانت بدايات نشأة تقنية “الشرطة التنبؤية || PredPol” التي تتنبأ بخطورة الحوادث المستقبلية عن طريق استهداف جغرافيا محددة وتحديد الشوارع والمناطق المرجح تعرضها للجرائم، مما ساعد على خفض معدلات الجريمة في مناطق عديدة.
وتحتل خوارزميات التعرُّف على الوجوه مكانة كبيرة في مكافحة الجرائم عن طريق مقارنة ملامح شخص معين بملامح المطلوبين في قاعدة بيانات الشرطة، وتفوق قدراتها قدرات البشر أحيانًا لكنها تعجز أحيانًا أخرى عن التفرقة بين الوجوه الشديدة التشابه وتخلط بين هويات الأفراد، لذلك يجب التعامل معها بحذر وتطويرها كي تعتمد على إحصاءات دقيقة بدلًا من التخمين.
الفكرة من كتاب أهلًا بالعالم: أن تكون إنسانًا في عصر الخوارزميات
أهلًا بالعالم || Hello World هو التعبير الأشهر بين المبرمجين ودارسي العلوم الحاسوبية، ابتكره “برَاين كِيرْنِيجان” في سبعينيات القرن العشرين وصار نقطة مهمة في تاريخ الكمبيوتر، وفي عصرنا الحالي الذي أصبحت فيه الخوارزميات تتحكم في مستقبلنا ومصايرنا تظل هذه الجملة تذكرة للإنسان باللحظة التي قرر فيها أن يضع نفسه تحت سلطة الخوارزميات، حتى صارت أساس مجتمعنا الإنساني وجزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأصبحت قادرة على التوغل في عقولنا والتحكم في قراراتنا.
إن هذا الكتاب تنبيه للإنسان بضرورة العودة إلى الثقة بنفسه والنظر داخل أعماقه ليرسم مستقبله بنفسه، إنه يقيِّم العلاقة بين الخوارزميات والإنسان ويجيب عن تساؤلاتنا حول مَن يستحق الثقة.. نحن أم الآلة، كذلك يشرح كيف توغل التقدم التكنولوجي الهائل في جميع مجالات حياتنا وكيف تلاعب بعقولنا واخترق خصوصياتنا.
مؤلف كتاب أهلًا بالعالم: أن تكون إنسانًا في عصر الخوارزميات
هانا فراي: عالمة رياضيات وأستاذة مساعدة في كلية لندن الجامعية، تدرس أنماط السلوك البشري باستخدام النماذج الرياضية، لها إسهامات في منصة TED ووثائقيات تليفزيونية على BBC وPBS، وتقدم بودكاست علميًّا بالاشتراك مع BBC باسم “The Curious Cases of Rutherford & Fry”، من مؤلفاتها:
The Mathematics of Love
Rutherford & Fry’s Complete Guide to Absolutely Everything (Abridged)
The Indisputable Existence of Santa Claus: The Mathematics of Christmas
معلومات عن المترجم:
محمد أحمد جمال: روائي ومترجم، صدرت له رواية “طيران” ورواية “كتاب خيبة الأمل” الحائزة على جائزة أخبار الأدب الأولى عام ٢٠١٧، ترجم عدة مؤلفات منها: “البطل بألف وجه” و”إفطار الأبطال”.