خوات بن جُبير (رضي الله عنه)
خوات بن جُبير (رضي الله عنه)
في كل بيت تتكوَّن الأسرة من أب يُعلم ويُربِّي أولاده فيكون قدوةً لهم ويكونون مرآة معكوسة لتربيتهم ونفوسهم مع أولادهم، وكان خير خلق الله أشرف المُرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) مُربيًا لجيل كامل من الصحابة خلفوا عنه كل صالح وطيِّب، وضمَّد فيهم كل جرح جاهلي ونزع عن أعينهم غشاء الظُّلم والظُّلمات وأخرجهم إلى نور الحق وهدي الله (عز وجل)، وكانوا أدرعة دفاع معه ضد أعداء الدين، وتعدَّد الصحابة بمختلف أدوارهم حتى جاء صحابي جليل وهو خوَّات بن جُبير بن النعمان (رضي الله عنه وأرضاه)، وخوَّات تعني الرجل الجريء الشجاع الذي لا يهاب أي شيء، وهذا الصحابي هو كذلك كما سُمِّي وأكثر، وحين أسلم أصبحت أجلُّ صفاته هذه في مرضاة الله وجهادًا في سبيل الله، وكما ذُكر عنه في كتب التراجم أنه أحد فرسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحد الشجعان المذكورين، ولأن الرجل قد يتحَّلى بأخيَر الصفات لكن حين لا تكون لله وفي سبيله تُعد هباءً منثورًا فيُزيِّنها الإسلام ويُعظم أجره في الدنيا والآخرة، لذا حين سُئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن معادن الناس قال: “تجدونَ النَّاس معادن؛ خيارُهُم في الجاهليةِ خيارُهُم في الإسلام، إذا فَقِهُوا”، وُلد خوَّات بالمدينة وتوفي بها أيضًا عن عُمر يُقارب أربعة وسبعين عامًا، وقيل ستة وسبعين، وهو أخو سيدنا عبد الله بن جُبير أمير الرُّماة يوم أُحُد، وكان الصحابي الجليل خوَّات أيضًا مع الرُّماة، ولم تذكر كتب التاريخ عن متى أسلم ولا كيف لكنه أسلم وكان أحد أشجع رجال الإسلام وأكثرهم فروسية وقوة، وكان ممن ذهبوا لاستطلاع خبر اليهود في الأحزاب مع سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ليتأكَّدوا من خبر نقض كعب القرظي للعهد.
الفكرة من كتاب خوات في ظلال التربية النبوية
لطالما كان صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأكلون من مأكله ويشربون من مشربه ويتعلَّمون منه في كل صغيرة وكبيرة حتى أنه علمهم الدعاء فكانوا انعكاسًا لتربيته النبوية لهم، وكان نهج حياتهم مع حياته، لذا كان الأولى بنا كمسلمين أن نقتدي بهم بعد رسول الله ونتربى على تربيتهم ونُربي كذلك، ومن إحدى السير المهمة ولكن نوعًا ما انغمست سيرته تقصيرًا منا كان الصحابي الفارس خوات بن جُبير الأنصاري الذي سنعرض كثيرًا من مواقف حياته مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وكيف كان النبي فيها خير معلم ومُربٍّ، وكيف كانت نفوس الصحابة واستقبالهم لهذه التربية العظيمة النبوية.
مؤلف كتاب خوات في ظلال التربية النبوية
الدكتور محمد حشمت باحث وكاتب ومُحاضر، وباحث دكتوراه، وحاصل على ماجستير في العقيدة، وليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وله عدة مؤلفات: “نظرية الدين والتدين”، و”الفهم والوهم”، و”أضغاث أوهام”، و”قراءة في أفكار عبد الجواد ياسين”، و”كعب بن مالك في ظلال التربية النبوية”، و”الرميصاء ظلال التربية النبوية”، و”جابر بن عبد الله ظلال التربية النبوية”.