خمسة فستة.. الطاعة فالاستقلال
خمسة فستة.. الطاعة فالاستقلال
الخامسة من أجمل سنوات الطفولة؛ تختفي الانفعالات السلوكية وتتحسن نفسية الطفل وتصبح أكثر ثباتًا وأهدأ مع الآخرين، وفي هذه المرحلة يزداد تعلق الفتى بأمه؛ يقلد حركاتها، ويقتدي بها، ويهتم بطاعتها، فمن المهم أن تكون الأم قدوة له في علاقتها مع الله وفي سلوكياتها، وتساعده في هذه المرحلة على الاستقلالية بأسلوب لطيف تدريجي، فتتركه يأكل بنفسه، ويلبس الثياب بنفسه، اتركيه يجرب ويفشل قليلًا قبل أن تسارعي بمساعدته، اتركيه يطلب المساعدة أولًا فتعلميه مرة أخرى، وفي كل مرة امدحيه على أي تقدم بسيط يحرزه، هذه الأفعال البسيطة تعلمه الاعتماد على الذات والاستقلالية.
من المهم أن نضع في الاعتبار أن هذه التغيرات السلوكية ليست دستورًا يجب أن يسير عليه كل طفل، فهذه مراحل سيمر بها وليس شرطًا أن تكون بالتوقيت المذكور نفسه، فتلك التغيرات تعتمد على الفروق الفردية والبيئية التي ينشأ فيها الطفل، ومعرفة هذه التغيرات ستفيد الآباء والأمهات حين تمر بهم ليستوعبوها مبكرًا ويتمكنوا من استغلالها.
وفي السادسة يتمركز الطفل حول ذاته، فيصبح مبادرًا بإظهار مشاعره تجاه غيره قليلًا ونحو نفسه كثيرًا، فتجد الأنانية والطمع والرغبة في التفات الجميع إليه، وعلينا احترام هذه الذات واحترام حقها في القبول أو الرفض واحترام قراراتها،ولابن السادسة رغبة شديدة في الفوز، وإذا لم يفز تصايح وبكى واتهم غيره من الأطفال بالغش في اللعب، وهذا طبيعي، إذ إن اندفاعه نحو ذاته سيضعف من قدرته على الإحساس بغيره، ويقوي من حساسيته تجاه تعامل الآخرين معه، ورغم أن الأم من عام كانت مركز الكون بالنسبة إليه، فإن هذا التمركز سيضعف ويتحول إلى ذاته، ويمكن استغلال هذا التمركز ورغبته في سماع المديح بتحسين علاقتنا معه في هذه المرحلة، بالتقليل من لومه حد الإمكان ومدحه على أفعال محددة وليس بشكل عام ونقل ثناء الآخرين عليه.
الفكرة من كتاب طفلك من الثانية إلى العاشرة.. توجيهات تربوية
تقع على كاهل كل أب وأم مسؤولية كبيرة تتمثل في تربية طفلهما الناشئ والتكيف مع كل طور من أطوار نموه، فالطفل ليس له بعد الله إلا أبوه وأمه، وكلما أحسنا التأسيس خرج الطفل سليمًا معافًى قادرًا على مواجهة الحياة بنفس سوية، ولا نقول إن علينا أن نوفر لهم بيئة مثالية تمامًا، فلا أنتَ ولا أنتِ مطالبان أن تكونا مثاليين، وكذلك أطفالكما ليسوا مطالبين بالكمال هم أيضًا.
فتقبل الطفل والعمل على نموه ومعرفة أطوار ذلك النمو هو ما سيساعد المربي على القيام بمسؤوليته في اكتشاف شخصية طفله الفريدة التي أودعها الله فيه، وفي هذا الكتاب يعرض المستشار التربوي هاني عبد القادر مراحل نمو الطفل وخصائص كل مرحلة من سن الثانية حتى العاشرة، وكيفية التعامل مع كل سن بالشكل الأمثل لتهيئة أبنائنا لخوض حروبهم الخاصة في مرحلة المراهقة التالية لهذه السن.
مؤلف كتاب طفلك من الثانية إلى العاشرة.. توجيهات تربوية
هاني بن علي آل عبد القادر: مستشار تربوي وأستاذ في مدينة الجبيل الصناعية وممارس معتمد في البرمجة اللغوية العصبية، من مؤلفاته:
أساليب عملية في التعامل مع المراهقين.
من أجل أبنائنا.