خلط المعرفة.. ما في عقول الآخرين وكتبهم وسطور الإنترنت هو في عقولنا!

خلط المعرفة.. ما في عقول الآخرين وكتبهم وسطور الإنترنت هو في عقولنا!
نحن البشر لدينا القدرة على الوصول إلى معرفة واسعة تتجاوز حدود عقولنا الفردية، لدينا الأصدقاء والعائلة والخبراء، لدينا الكتب والإنترنت الذي يعد أغنى مصادر المعرفة على الإطلاق، ولكن في الوقت نفسه تعد هذه العوامل أكثر مسببات وهم العمق التفسيري، ويرجع هذا إلى أننا نستمر في الخلط بين المعرفة التي نمتلكها والمعرفة التي لدينا إمكانية الوصول إليها

ففي دراسة أجريت على مجموعة من الأشخاص لبحث مدى تأثير فهم الآخرين في فهمنا لظاهرة ما، تمت المقارنة بين سيناريوهين لظاهرة مختلقة وهي صخرة تضيء في الظلام، علم الأشخاص في الحالة الأولى أن العلماء يفهمون الكيفية التي يحدث بها ذلك، بينما صُنِّفَت المعلومات عن الصخرة سِريةً وليست متاحة للعامة في الحالة الثانية. شعر الأشخاص بفهم أفضل في الحالة الأولى لأنهم يعرفون أنه يوجد تفسير متاح، في حين شعر الأشخاص بأن فهمهم أقل في الحالة الثانية.
وفي دراسات أجراها علماءُ نفس رواد، وجدوا أن البحث على الإنترنت يزيد من الثقة الذاتية الإدراكية للأشخاص، أي إحساسهم بقدرتهم على تذكر المعلومات ومعالجتها، ووجدوا أن الأشخاص الذين يبحثون على الإنترنت عن حقائق لا يعرفونها غالبًا ما يخطئون في تذكر مصدر المعلومات، ويعتقدون خطأً أنهم كانوا يعرفون هذه المعلومات من قبل، وينسون أنهم بحثوا عنها على الإنترنت. ولأننا نعيش داخل عقل جماعي، فإننا نعتمد بشكل كبير على الآخرين والبيئة المحيطة بنا لتخزين معرفتنا، فمعظم ما في عقولنا سطحي للغاية، ولهذا نجد أنفسنا واقعين في وهم العمق التفسيري، يمكننا الاستمرار بتلك السطحية معظم الوقت لأن الأشخاص الآخرين لا يتوقعون منا أن نعرف أكثر؛ بعد كل شيء، معرفتهم سطحية أيضًا.
الفكرة من كتاب وهم المعرفة: لماذا لا يفكر الإنسان منفردًا؟
إن العقل البشري معقد متناقض، فهو قادر على الإبداع والتفكير العميق، وفي الوقت نفسه يمكن أن يكون محدودًا غير منطقي، فنحن قادرون على تحقيق إنجازات باهرة كاستكشاف الفضاء والوصول إلى القمر، وتطوير الخضراوات المعدلة وراثيًّا، وفهم أسرار الذرة، لكن في الوقت ذاته، نجد أنفسنا غافلين عن الكيفية التي توصلنا بها إلى معظم هذه الأمور، فالجميع يعاني وهم الفهم بدرجات متفاوتة، وهو الاعتقاد الزائف بأننا نفهم كيفية عمل الأشياء، في حين أن فهمنا الحقيقي لها محدود، ألا تصدقني؟ حسنًا.. دعنا نجرب الآن
لنختر شيئًا بسيطًا غالبًا ما تراه في حياتك اليومية على مقياس من 1 إلى 10، كم تقدر مدى فهمك لكيفية عمل سحاب البنطال؟ يبدو الأمر بسيطًا، أليس كذلك؟ احتفظ بالرقم الذي وضعته، ثم أحضر ورقة وقلمًا وحاول شرح تلك العملية تفصيليًّا، بعد ذلك قيم فهمك مرة أخرى، هل تغير الرقم؟ ربما أصبح أقل، على الأرجح سيحدث ذلك.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو “لماذا لا ندرك حقيقة جهلنا؟ ولماذا نظن أن فهمنا عميق عندما يكون الواقع مغايرًا؟”، هذا ما سيجيب عنه كتابنا من خلال تشريح مفصل للآليات العقلية التي تقف وراء هذه الظاهرة، كما سيوضح لنا كيف وصلنا إلى هذا التقدم الكبير الذي نعيشه اليوم رغم وجود هذه الظاهرة، وسيقدم لنا أيضًا طرائق لحلها.
مؤلف كتاب وهم المعرفة: لماذا لا يفكر الإنسان منفردًا؟
ستيڤن سلومان: عالم نفس يهتم بدراسة الجوانب المعرفية للكيفية التي يفكر بها الإنسان منفردًا وفي المجتمع، يعمل أستاذًا في قسم العلوم المعرفية واللغويات والعلوم النفسية بجامعة براون في الولايات المتحدة الأمريكية، نشر مجموعة واسعة من الأعمال في مجلات مرموقة مثل: The New York Times، وBBC World News، له كتاب آخر بعنوان:
“Causal Models: How People Think about The World and Its Alternatives”
فيليب فيرنباخ: عالم نفس معرفي، حصل على درجة الدكتوراه في العلوم المعرفية من جامعة براون، يعمل حاليًّا أستاذًا للتسويق في مدرسة ليدز لإدارة الأعمال في جامعة كولورادو، يهتم بدراسة طرائق تفكير الناس ويطبق أبحاثه من أجل مساعدة أصحاب الأعمال والمستهلكين والمديرين على اتخاذ قرارات أفضل، إذا يشغل منصب المدير المشارك لمركز أبحاث القرارات المالية للمستهلكين، وهو أيضًا عضو في معهد العلوم المعرفية بجامعة كولورادو.
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.