خطِّط وعِظ!
خطِّط وعِظ!
لكل شيء بالحياة طرق وأساليب، حتى نتمكَّن من تحقيقه بالشكل المطلوب والسليم، وللتغيير عدة طرق يمكننا أن نسلكها حتى نلقى النتيجة التي ترضينا، ولكن قبل أن نسلكها لا بد لنا من مراعاة بعض الأمور مثل طبيعة المغيرين، فكما نعلم أن لكل شخص إمكانياته وصفاته المتفرِّدة، ومؤهله العلمي، كذلك لا بد أن ننظر إلى طبيعة المتغيرين، ونسأل أنفسنا من هم الذين نودُّ أن نغيِّرهم؟ إن ما قد يمكن تقديمه إلى فئة قد لا ينجح مع الأخرى، وما يتقبَّله شخص قد لايتقبَّله الآخر، فالسلوكيات ومستوى الإدراك يختلفان من شخص إلى آخر، كما أنه من المهم أن ننظر إلى طبيعة المقاومة ومستويات الإمكانيات المادية من تقنيات وغيرها، وأخيرًا تراعي الظروف بمتغيِّراتها وأوضاعها والمكان الذي ستُنفَّذ فيه عملية التغيير.
وبالتأكيد فإن أي شيء في بدايته يستلزم التخطيط، ويتكوَّن التخطيط من أربعة عناصر: الاستراتيجية والأهداف والسياسات والوسائل.
ونعني بالاستراتيجية القاعدة التي على أساسها تتم عملية التخطيط وما يتبعها من عمليات إدارية أخرى كالتنظيم والتوجيه والرقابة، ولأي خطة استراتيجية خطوات معيَّنة ترسم حدود الطريق، فمبدئيًّا نحن نحتاج خطة للخطة مثل أن نحدِّد المعلومات المطلوبة، ونتعرَّف على عوامل النجاح والفشل ونحدِّد أعضاء الفريق ومدة العمل، ومن ثم نحتاج إلى عملية استعراض القيم مثل أن نفحص الافتراضات ونتفق على قيم مشتركة للمنظمة، ونحدِّد المساهمين والمتأثرين بالمنظمة، ثم بعد ذلك نأتي إلى عملية تحديد الرؤية، أي نرسم تصوُّرًا ذهنيًّا للمستقبل، فالرؤية هي الأساس الذي يقوم عليه التخطيط الاستراتيجي، وهي تمثل الشعور والحدس بناءً على الفطنة والموهبة والفراسة، وبعد تحديد الرؤية يستلزم علينا تشكيل رسالة تكون بمثابة مرجع تعريفي لقيمة المنظمة، كما أننا نحتاج إلى عمليات تقويم الأداء وتحليل الفجوات ووضع خطة بديلة، قبل عملية التنفيذ.
ولا يخفى علينا أننا نحتاج إلى طريقة أخرى مهمَّة للتغيير وهي التغيير بالموعظة، حيث إن لها أثرًا فعَّالًا لتغيير الناس، لأنها لغة تخاطب العاطفة، مع مراعاة أن تكون الموعظة بأسلوب حسن، وأن تخرج من قلبٍ محبٍّ للخير، فمن المهم أن يخاطب الواعظ الناس بقدر عقولهم ومقاماتهم، ولكي نفيد الآخرين بأسلوب الموعظة فإننا نحتاج إلى أناس ذوي قلوب حيَّة وضمائر رقيقة.
الفكرة من كتاب الطريق إلى لا
من منَّا لا يريد أن يكون ضمن المؤثرين في هذه الحياة؟ إن تغيير ما حولنا إلى الأفضل يستلزم فكرًا واعيًا وأسلوبًا مبدعًا وهمَّةً عالية، حيث إن التغيير لا يأتي على طبق من ذهب، وعلى الرغم من ميل الكاتب إلى التركيز على التغيير الإداري الخاص بالشركات والمؤسسات فإنه يتطرَّق إلى جوانب تفيدنا في التغيير على المستوى الشخصي والاجتماعي، ولكن المهم قبل أية خطوة للتغيير أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نُسلِّط الضوء على المجتمع، يقول غاندي: “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”.
مؤلف كتاب الطريق إلى لا
الدكتور علي حسين أحمد الحمادي: باحث وكاتب ومؤلف إماراتي، وهو داعية إسلامي، وإعلامي، قدَّم العديد من البرامج التدريبية والمحاضرات في العديد من الدول العربية والأجنبية، حاصل على دكتوراه في التطوير الإداري من بريطانيا ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز التفكير الإبداعي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
من أبرز مؤلفاته: “مبدعون عبر التاريخ”، و”الكنز الذي لا يكلِّف درهمًا”، و”فن إدارة الاجتماعات”.