خطورة الأنفس المنبوذة
خطورة الأنفس المنبوذة
لطالمَا حاولنا التخلص من أنفسنا المكروهة، ومن انفعالاتنا وغضبنا وغيرتنا ومشاعر الخجل والنقص، في حين أن هذه المشاعر تحتاج إلى التقبُّل حتى لا تظهر فجأة بشكل فجّ، ولا بد أن نتعلّم كيفية تقدير ذواتنا بكل ما فيها، لأن النفس التي لا نقدرها ولا نعترف بها سوف تنمو داخلنا بطريقة لا واعية وسوف تتبعنا كظلّنا، وستظهر في شكل أساليب ومشاعر غير مفهومة، لذا فهي تحتاج إلى التواصل وليس الدفن. وأنا أُريدك أن تفكّر الآن في شخص تكرهه بشدّة وترى أن صفاته وحشية وغير ملائمة، كي تعلم بأن تلك الصفات تساوي نفسك المنبوذة والخصال التي لا تريدها أن تدخل إلى حياتك بتاتًا.
وسأضرب لك مثالًا: يوجد رجل حالم بريء ذو توجه روحاني، يرى أخاه الأكبر الناجح ماديًّا شيطانًا، لأنه يسعى نحو السلطة فقط، ويوجد كذلك رجل عصامي شديد يقول: “لا أحتمل الضعفاء والضحايا، إنهم يجعلونني أشعر بالغثيان”. فهذه المشاعر لدى الرجلين نتيجة للطاقة المنبوذة، وهي نمط حياة عوقب في كلّ مرة ظهر فيها، ولكنّه حيٌّ في اللاوعي، ونحن عندما نرى شخصًا يحيي ما قد دفنّاه بلا خجل، سوف نشعر بصدى طاقته وسنستاء منها، لأنها طاقة مرتبطة بالألم والعقاب، لذا سنودّ لو نهرب من هذا النمط في الحال كي نهدئ من ضيقنا الداخلي تجاهه.
إننا نحتاج إلى فحص أنفسنا المنبوذة من الداخل، حتى لا تأتينا بصورة أحلام مزعجة وتحذيرات قهرية وطاقات سلبية، وكي لا نتعرّض للاختيارات الخاطئة ومواقف الخذلان والأذى والاستغلال، فإذا كنّا قد مررنا بمآسٍ سابقة فهذه رسالة حتى نستفيد من تلك التجارب وندرك درسًا مهمًّا يجب علينا إدراكه، فإما الإدراك وإما أن نتحوّل إلى أناس مؤذين آخرين.
الفكرة من كتاب فنّ احتواء الذات.. دليلك العملي لفهم نفسك والاستماع إلى أصواتك الداخليّة
متى كانت المرّة الأخيرة التي تحاورتَ فيها مع ذاتك؟ بالطبع يا صديقي ستُصدم من سؤالي، لأننا لا نتحاور مع ذواتنا أصلًا، على الرغم من أن منهج الحوار مع النّفس أحد أقوى الأدوات الموصلة إلى النضج الشخصي، وهو وسيلة لتحسين الوعي، إذ إنّه يساعدنا على استكشاف أعماقنا وشخصيات الظلّ المنبوذة بداخلنا. وهذا الكتاب سيُعلِّمنا معنى التحاور مع الذات وكيفية الكشف عن الأنفس المتعددة.
مؤلف كتاب فنّ احتواء الذات.. دليلك العملي لفهم نفسك والاستماع إلى أصواتك الداخليّة
د. هال ستون: عالم نفس سريري وُلِد عام 1927، تخرّج في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس عام 1953، وتوفي في شهر مايو عام 2020.
د. سيدرا ستون: وهي زوجة الدكتور هال ستون، وُلدت عام 1937 في بروكلين، نيويورك، بالولايات المتحدة.
ومن مؤلفاتهما:
Partnering: A New Kind of Relationship
The Shadow King: The Invisible Force That Holds Women Back
معلومات عن المُترجِمة:
داليا هشام سباعي: كاتبة مصرية الجنسيّة مهتمة بمجال الترجمة، ومن ترجماتها: الدماغ الليلي.