خطوات لمواجهة الفشل
خطوات لمواجهة الفشل
المشاكل جزء من الحياة، شأنها في ذلك شأن الليل الذي هو جزء من اليوم، لذلك ليس من الصواب للتخلُّص منها الانكفاء على الذات والهروب من الساحة، وهناك مجموعة خطوات إذا اتَّبعناها لصار حل المشاكل سهلًا ، أولى هذه الخطوات تبسيط المشكلة وتفكيكها إلى عناصرها الأولية، ومعالجة كل منها على حدة، والهجوم على المشكلة بدل الهروب منها، فقبل مواجهة أي مشكلة لا بد من تحليلها، لنعرف من أين تأتي المشكلة، وكيف تأتي؟ وما أجزاؤها؟ فهذا يجعل حلها أكثر سهولة، ألا ترى كيف يعالج الأطباء أمراض الجسم؟ إنهم يبحثون عن الأسباب والأجزاء الصغيرة، ثم يعالجون تلك الأجزاء والعناصر، ويقترح في هذه النقطة أن تحدِّد المشكلة بدقَّة على ورقة، وأن تصفها في ألفاظ دقيقة ليتمَّ التعرف عليها.
ثانية هذه الخطوات هي التكيُّف مع المشكلة حين لا يكون لها حل عاجل، فلكي لا تخسر سلامك النفسي فلا بد أن تتعلَّم كيف تتكيَّف مع المشكلة، وأن تحافظ على روح التفاؤل، فالمتشائم يعميه شعوره السلبي عن رؤية الحلول اللازمة، والمتفائل أكثر سعادة وأوفر صحة على إيجاد حلول للمشاكل، لذلك يقول أحد الخبراء: “يعتقد المتفائلون أن الأمور ستتحسَّن، ويتصرَّفون على هذا الأساس، هؤلاء الناس قادرون على تحويل أي ظرف لمصلحتهم”.
ثالثة هذه الخطوات هي الشروع في العمل والتقدم خطوة خطوة، ورابعتها هي التوسُّل بالإيمان فالإيمان يغذي الأمل، ولقد صبر أيوب (عليه السلام) على ابتلاءاته المتكرِّرة ورفض أن يكفر بنعم الله (سبحانه وتعالى) حتى انتهت ابتلاءاته فجازاه الله خيرًا على إيمانه، وخامستها هي درس الوضع، فلا يعني التفاؤل والإيمان أن نكون عميانًا عن الواقع، بل ينبغي تحليل الوضع بدقَّة، وسادستها هي مواجهة الأزمات بأعصاب باردة وخلق المناعة ضد المشكلة بعد حلها، لكي تبقى مسيطرًا على ردَّة فعلك ولا تخلق مشكلة أخرى، وسابعتها هي القيام ببعض التغييرات، فقد يكمن حل مشكلة ما في إجراء بعض التغييرات في نمط العمل، وليس استبداله بعمل آخر.
الفكرة من كتاب كيف تتغلَّب على الفشل؟
يستهلك الفشل من الوقت والجهد أكثر مما يستهلكه النجاح، حيث إن الفشل ليس الخمول والسكون والكسل فحسب، فلربما يكون حليف الجهود المبعثرة والنشاط الهدَّام.
وفي هذا الكتاب يأخذنا المؤلف في رحلة لنتعرَّف فيها على عوامل تجنُّب الفشل، مبتدرًا نصائحه بضرورة تجنُّب إرادة الفشل، وباتخاذ خطوات عملية لمواجهة المشاكل، وبالتنبيه لضرورة الابتعاد عن الزوايا الحادة، وموضِّحًا للقارئ كيف يستثمر ذلك في حال الوقوع في الفشل والوقوف من جديد، ثم يقدم نصائحه للسير على طريق النجاح، داعيًا قارئه إلى سماع كل النصائح؛ ليغربلها ويأخذ منها كل شخص ما يتناسب معه.
مؤلف كتاب كيف تتغلَّب على الفشل؟
هادي المدرِّسي: عالم دين شيعي عراقي، ولد في كربلاء سنة 1957م، وينحدر من أسرتين اشتهرتا بالعلم، وله سلسلة كتب كثيرة في تكوين الشخصية تحت عنوان “تعلَّم كيف تنجح”، ومنها: “عوامل النجاح”، و”فنون النجاح”، و”مفاتيح النجاح”، و”واجِه عوامل السقوط”، إضافةً إلى كتب أخرى مثل: “كيف تتمتَّع بحياتك وتعيش سعيدًا”، و”الصداقة والأصدقاء”، و”حوار ساخن عن الإلحاد”.