خطوات لتحقيق وصال القلوب مع القرآن
خطوات لتحقيق وصال القلوب مع القرآن
إن هناك خطوات عملية تساعدنا على تحقيق الوصال الحقيقي بين القلب والقرآن، ومنها: الإلحاح على الله (عز وجل) بأن يفتح قلوبنا لأنوار كتابه، وأن يكرمنا ويعيننا على التدبر والتأثر، والإكثار من تلاوة القرآن، وإطالة فترة المكث معه، وعدم قطع القراءة بأي أمر من الأمور حتى لا نخرج من جو القرآن، ويُفضل أن يكون اللقاء بالقرآن في مكان هادئ ليساعد المرء على التركيز وعدم شرود الذهن، ولا ننسى الوضوء والسواك قبل القراءة، فهي أيضًا من المعينات، وتكون القراءة من المصحف وبصوت مسموع وبترتيل من الوسائل المعينة، فعلينا ونحن نرتل القرآن، أن نُعطي الحروف والغُنَّات والمدود حقها حتى يتيسر لنا معايشة الآيات وتدبرها والتأثر بها، وعلينا كذلك أن نقرأ القرآن بصوت عميق لاستجلاب التأثر.
ويكون الفَهم الإجمالي للآيات من خلال إعمال العقل في تفهم الخطاب، وهذا يستلزم منا التركيز التام مع القراءة، وليس معنى إعمال العقل في تفهم الخطاب أن نقف عند كل كلمة ونتكلف في معرفة معناها وما وراءها، بل يكفي المعنى الإجمالي الذي تدل عليه الآية، وأن نجتهد في التعامل مع القرآن كأنه أنزل علينا، وكأننا مخاطبون به.
كذلك التكرار وترديد الآية أو الآيات التي حدث معها تجاوب وتأثر قلبي حتى يتسنى للقلب الاستزادة من النور الذي يدخل، ولا بأس من وجود تفسير مختصر بجوارنا لمعرفة معنى صعب علينا فَهمه، فإن داومنا على هذه الوسائل وثابرنا عليها فلنبشر بقرب شروق شمس القرآن على قلوبنا لتبدأ معها حياة جديدة تكسوها السكينة والطمأنينة، وروح جديدة وثابة تواقة لفعل الخير، فكلما أعطينا القرآن حقه أعطانا من خيره وكنوزه التي لا نهاية لها، فلو كان البحر مدادًا والأشجار أقلامًا، تكتب ما يحمله كلام الله من معانٍ هادية، لنفد البحر قبل أن تنفد أسرار ومعاني هذا الكلام.
الفكرة من كتاب تحقيق الوصال بين القلب والقرآن
مع تيسُّر القرآن للجميع إلا أن غالبية الأمة قد أعرضت عنه كمصدر متفرد لتوليد الإيمان وتقويم السلوك، واكتفت منه بتحصيل الأجر والثواب المترتب على تلاوته وحفظه، بالإضافة إلى ذلك الواقع المرير الذي تحياه أمتنا، واحتياجها الماس إلى مشروع ينهض بها، ويعيدها إلى سيرتها الأولى، ومن هنا يبدأ الكاتب رحلته في الحديث عن القرآن وقيمته العظيمة، وكيفية الانتفاع به ليحدث الوصال الحقيقي بين القلب والقرآن فيتغير تبعًا لذلك الفرد ومن ثمَّ الأمة كما حدث مع الجيل الأول، وحتى يدخل القرآن القلب يتطلب ذلك أن نتعامل مع القرآن بالطريقة التي تحقق هذا الهدف، والتي أرشدنا إليها الله (عز وجل) في كتابه، ورسوله (صلى الله عليه وسلم) في سنَّته، وطبقها الصحابة (رضوان الله عليهم).
مؤلف كتاب تحقيق الوصال بين القلب والقرآن
مجدي الهلالي: كاتب وطبيب وداعية مصري، قدَّم عشرات الكتب في الدعوة والتربية الإيمانية، التي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، له العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، عمل بالسعودية فأقام في المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 2005م.
من أبرز مؤلفاته:
حطِّم صنمك.
الإيمان أولًا فكيف نبدأ به.
كيف نحب الله ونشتاق إليه.
التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم.