خطواتٌ أولى
خطواتٌ أولى
إذا كنت تفكِّر في مهنة البحث العلمي، فربما تتساءل إن كنت الشخص المناسب لها أم لا، ومع أن البحث العلمي وصل إلى مكانته بمشاركةٍ متنوعة من كل الشخصيات إلا أن هناك سماتٍ معدودة تميز العلماء الناجحين، أولها وأهمها شغفهم بسؤال “كيف؟” وليس بسؤال “لماذا؟”، فالبحث العلمي هو جمعٌ للمعلومات وتفسير لها لإجابة سؤال محوره الطريقة لا السبب، ولا ينفي ذا أن للباحثين وجهات نظر حول الأسباب لكنها ليست جزءًا من عملهم، وأما السمة الثانية المهمة فهي قدرتهم على التخيل، وهم أيضًا منضبطون جدًّا يهتمُّون بالتفاصيل ويتقبَّلون الفشل، وبالتأكيد يُميِّزهم حماسهم تجاه اهتماماتهم وهو شعور يرى المؤلف أنه عامل محدد لاختيار مهنة البحث العلمي، ولكلٍّ منا مهارات وقدرات مختلفة تميزه ويجب أن يقدرها ويختار المجال الذي يمكن أن يستثمرها فيه إلى أقصى حد، ولكي يكتشف المرء قدراته ويعرف ما يريد؛ لا بد أن يخوض تجارب في مساحات تعليمية متنوعة، ويمكنه أن يغير رأيه إذا اكتشف أنه أخطأ الاختيار.
وهذه المهنة تتطلَّب سنواتٍ من الإعداد ولا يمكن أن تقوم على أحلام وطموحات فقط، والإعداد يُضاف فيه إلى التعليم العالي الرسمي خبرةٌ عملية في بيئة بحثية يمكن أن تبدأ من المرحلة الثانوية وتمتد؛ تُهيئك لتفكر وتكتب وتتفاعل مع الآخرين. ولكي تكون باحثًا مستقلًا لا بد أن تحصل على الدكتوراه أولًا فهي بمثابةٍ بطاقة عضوية في مجتمع العلماء وإقرار بكفاءتك البحثية.
وثمة وظائف تختار منها ما يُناسب شخصيتك: في المعمل البحثي هناك باحث رئيسي يختار البرامج البحثية ويُوجهها ويُطورها، وينبغي أن يجمع مع الخبرة العلمية سِماتٍ شخصية مثل تحمل المسئولية والقدرة على بذل وقتٍ طويل حقًا لعمله. وإن كنت لا تريد أن تتحمل مسئوليات القيادة أو لم تصل بعد إلى درجة علمية متقدمة فيمكنك أن تختار وظيفة العالم الباحث (ويسمى أحيانًا بالباحث المشارك أو الباحث الفني). أما إن كنت تحب العلوم لكنك لا تُفضل البحث المعملي فهناك مهن أخرى بديلة مثل معلم العلوم، مؤلف أو متحدث علمي، مدير لمؤسسة علمية، أو العمل في المجال الطبي.
الفكرة من كتاب كيف تصبح باحثًا علميًّا متميزًا؟
هل أنت شخص مناسب للعمل في مهنة البحث العلمي؟ كيف تفكر كعالم؟ وكيف يتشابه العلم والفن؟ كيف تعرض مشروعك البحثي؟ وكيف هي علاقة العالِم بالمجتمع في عصرنا؟ ما التحديات والمكافآت التي تنتظر الباحثين؟ هذا ما نعرفه مع هذا الكتاب…
مؤلف كتاب كيف تصبح باحثًا علميًّا متميزًا؟
فيليب أ. شوارتزكروين، باحث وعالم أعصاب، رائد في مجال البحث العلمي بما له من خبرةٍ تزيد على 40 عامًا شارك خلالها في أكثر من 200 بحث علمي، نال درجاته العلمية من جامعتي هارفرد وستانفورد، ودرَّس في جامعة ستانفورد وجامعة واشنطن وجامعة كاليفورنيا – ديفيس، وأسَّس مركز علم الأعصاب بها، وتقلَّد مناصب علمية عديدة فكان رئيس الجمعية الأمريكية للصرع، وعضوًا في الاتحاد الدولي لمقاومة الصرع، ومحررًا مشاركًا للدورية العلمية الدولية في مجال النوبات العصبية، وقد فاز بعدد من الجوائز تقديرًا لإسهاماته البحثية.
معلومات عن المترجم:
محمد حماد هندي: حصل على بكالوريوس في العلوم والتربية من جامعة المنيا عام 1985، ثم حصل على ماجستير التربية من نفس الجامعة في عام 1989، ثم نال دكتوراه الفلسفة في التربية من جامعة ولاية ميشيغان بالولايات المتحدة عام 1997، درَّس في جامعة المنيا وجامعة أبوظبي وجامعة بني سويف، وهو حاليًّا عميد كلية التربية بجامعة بني سويف (2021).
من مؤلفاته: “التعلم النشط – اهتمام تربوي حديث قديم”، و”مهارات الدراسة والمذاكرة”، ومن ترجماته كتيب بعنوان “تبسيط العلوم”.