خطواتك الأولى نحو التغيير إلى الأفضل
خطواتك الأولى نحو التغيير إلى الأفضل
إن التغيير من الأشياء الضرورية للفرد والمجتمع، لكنه أمرٌ شاق يتطلب كثيرًا من العمل والجهد، فالتغيير رحلة حياتية، لا يمثل أخذ القرار فيها سوى بداية هذه الرحلة المليئة بالتحديات.
وأول ما يصطدم به الشخص عند عزمه على التغيير من نفسه، مجموعة الأفكار والمعتقدات التي ورثها عن مجتمعه وبيئته، إذ تشكل هذه الأفكار رؤية الشخص عن العالم، ومن يعيش فيه.
لذلك إذا عزمت على التغيير، فإنك تحتاج إلى أن تمتلك الشجاعة الكافية لطرح التساؤلات حول صحة هذه المعتقدات الموروثة، وشجاعة أكبر لتبني الإجابات الصحيحة وإن خالفت الأفكار السائدة في مجتمعك.
ولكي يكون عالم أفكارك نتيجة قناعاتك الذاتية، فإنك في حاجة إلى التنقل بين الأفكار والآراء المختلفة، لأن اكتفاء الشخص بالسماع لما يوافق ميوله وآراءه فقط يجعله مسجونًا داخل قوقعته الصغيرة، دون إدراكه ضخامة وتنوع العالم خارجها.
وعندما تشعر أن قناعاتك الذاتية قد بدأت في النضج، سوف تبدأ محاولاتك بلا شك في تغيير من حولك، لكنك سرعان ما ستشعر بأنك غريب في مجتمعك، وغير قادر على التأثير حتى في الأشخاص المقربين منك، وهذا ليس أمرًا استثنائيًّا كما قد يظن البعض، بل هو رد الفعل الطبيعي في مثل هذه المواقف.
فجميع البشر يفكرون بنمطين مختلفين من التفكير: النمط الأول هو نمط تفكير الفرد المستقل، الذي يسهل إقناعه بقواعد المنطق والحجج الصحيحة حول مدى صحة معتقد ما أو عدم صحته، والنمط الثاني هو نمط تفكير الفرد المقيد بأفكار مجتمعه، الذي تحكمه عادات وتقاليد راسخة يصعب تغييرها وإن كانت خاطئة.
لذلك عندما تحاول إقناع شخص يفكر بمنظار المجتمع الذي نشأ فيه واعتاد تقاليده، بمعتقدات مختلفة عن التي نشأ فيها، فمن الطبيعي أن تقابَل معتقداتك الجديدة بعدم القبول.
كذلك ربما تعجز عن التأثير في الأشخاص المقربين منك، لأن ما يحدث أنه كلما ازدادت علاقة الآخرين بشخص ما، اعتقدوا أنهم يعرفونه حق المعرفة، وتظل صورة شخصيته القديمة مسيطرة على أذهانهم، فيتجاوزون عن أي تغيير طرأ على الشخص، ولا يعطون أهمية كبرى لما طرأ على الشخص من تغيير.د
الفكرة من كتاب نظرية الفستق 2: كتاب سيستمر في تغيير طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء
ما يميز الإنسان من سائر المخلوقات هو أن الله -عز وجل- لم يخلق جميع البشر في قالبٍ واحد، بل منح كل إنسان مجموعة من الخصائص التي تميزه من غيره من البشر.
وهذه الخصائص معظمها يكتسبه الإنسان في أثناء حياته، وكلما سعى الإنسان إلى تغيير ذاته لتصبح أفضل مما هي عليه، كان قادرًا على اكتساب خصائص وصفات تميزه من غيره، وتدفعه إلى التقدم في حياته.
فالفارق بين شخصين يملكان الموهبة والذكاء نفسيهما، لكن أحدهما قانع بما لديه ويرفض التغيير، والآخر يحاول الارتقاء بذاته، هو ما يجعل أحدهما يتفوق ويحقق النجاح في حياته، والآخر يظل كما هو منذ أن ولد.
يحتوي هذا الكتاب على طرائق لتغيير حياتك إلى الأفضل، وتحسين علاقتك مع الآخرين، وتحقيق السعادة في حياتك.
مؤلف كتاب نظرية الفستق 2: كتاب سيستمر في تغيير طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء
فهد عامر الأحمدي: صحفي سعودي من مواليد عام 1966، تعدَّدت أنشطته بين الترحال والإعلام والتأليف وكتابة المقالات التي بلغت أرقامًا قياسية من حيث العدد، أما من جانب الحجم فقيل إنها توازي خمسين رسالة دكتوراه.
ذاع صيته تحديدًا من خلال زاويته “حول العالم” التي احتلَّت الصفحة الأخيرة في جريدة “المدينة” قبل انتقاله إلى صحيفة “الرياض” عام 2006، فكان لتلك المقالات المتنوِّعة المجالات فضلٌ كبير في إثراء الصحافة وجذب القراء، حتى لقب بـ”أنيس منصور السعودية”، وقد بلغت مؤلفاته ستة عشر كتابًا، من أبرزها:
نظرية الفستق “الجزء الأول”.
شعب الله المحتار.
لماذا لا تذهب الخراف إلى الطبيب.