خطة إعادة الإحياء
خطة إعادة الإحياء
بدأت خطة كارلوس بتحديد الجدول الزمني والميزانية، مع أخذ الأسعار والمواعيد النهائية في الاعتبار، وكما فعل مع رينو استخدم هنا كذلك الفرق المتقاطعة، وفي محاولة إعادة إحياء الشركة لم يفرض خطته من الأعلى على الموظفين، بل ساعدت على ذلك الفرق المتقاطعة، كان ما يفعله هو هدم الجدران بين الفرق والمجموعات والأقسام، ما يريده أن يتحدث الجميع بعضهم مع بعض وأن يصغي كل منهم إلى الآخر، لا بد من تبادل المعلومات فهذا يضمن التنسيق بينهم وعدم حصول أي تعارض أو تناقض.
أنشأ كارلوس تسعة فرق، كل فريق يهتم بنوع من معين من الأعمال، وقد كانت كل مجموعة مسؤولة عن هدف محدد، وكل فريق مكونًا من عشرة أشخاص، وتحت كل فريق فرق فرعية، وهكذا يضمن كفاية الفرق للدخول إلى التفاصيل كافة في الشركة، ومع دخولها في التفاصيل بدأت تظهر مشكلات، فالمهندسون لم يأخذوا في الاعتبار معايير الصناعة الحالية، ولم تكن هناك استجابة لطلبات الزبون ولا ما يقوله المورد، ولم تكن هناك أي رؤية حقيقية لما تفعله الشركة.
كانت أهداف الخطة تخفيض الكلفة وبيع الأصول غير الضرورية وإعادة خطوط الإنتاج لتعمل بطاقتها الكاملة، مع الاستثمار في التكنولوجيا والاستفادة من فرص السوق وتحديث تصاميم المنتجات الخاصة بالشركة، وقبل القيام بأي خطوة في تنفيذ الخطة، كان ينبغي عدم أخذ أي خطوة عشوائية، بل ينبغي أن يفهم موظفوك وحاملو أسهم شركتك خططَك، يجب أن تكون أوراقك مكشوفة ومعروفة للجميع قبل أن تخطو خطوتك، وأن تتأكد من أن خطتك وأهدافك واضحة ومفهومة والجميع موافق عليها، ومن المهم الاستماع للجميع وطلب أفكار منهم قبل اتخاذ أي قرار.
الفكرة من كتاب التحول: النهوض التاريخي لشركة نيسان
مع نهاية القرن الفائت ختمت شركة نيسان -عملاقة صناعة السيارات اليابانية- دفاترها بخسارات كبيرة، لم تكن خسارات في الربح فقط، بل تراكمت عليها ديون كثيرة، وزاد من وقع هذه المشكلات على الشركة الفقاعةُ الكبيرة التي انفجرت في سوق البورصة اليابانية، وأصبح في النظام المالي الياباني خلل كبير، وسبب ذلك أزمة في نمو الأسواق اليابانية ومن ثم نمو شركة نيسان.
يأخذنا هذا الكتاب للاطلاع على التحالف المشهور الذي حدث بين شركتي نيسان ورينو في نهاية القرن الفائت وبداية القرن الحالي، ويشرح لنا التحول الذي حصل على يد كارلوس غُصن في الشركة التي كانت تتكبد الخسائر لتكون في عام ٢٠٠٤ الشركة الأكثر ربحًا في العالم.
مؤلف كتاب التحول: النهوض التاريخي لشركة نيسان
كارلوس غُصن: عمل في ميشلين وفي سن صغيرة أصبح مديرًا لأحد مصانعها، بعد ذلك أصبح مديرًا تنفيذيًّا ورئيس مجلس إدارة لكل من شركة نيسان ورينو، كما أنه كان المدير العام للشراكة الشهيرة بين الشركتين، هو من أصول لبنانية وولد في البرازيل وتعلم في لبنان وتلقى تعليمه العالي في فرنسا في المجال الهندسي.
من مؤلفاته:
معًا إلى الأبد.
ساعة الحقيقة.
فيليب رياس: صحفي، ومراسل سابق في وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” في اليابان، شارك مع كارلوس غُصن في تأليف “ساعة الحقيقة”.