خصوصية أخلاقيات الإدارة: أمريكا واليابان والعرب كنماذج
خصوصية أخلاقيات الإدارة: أمريكا واليابان والعرب كنماذج
سبق أن أشرنا إلى اتجاهين للإدارة المعاصرة أحدهما يحرص على تأكيد الخصوصية الحضارية لكل أمة وآخر يدعو لعولمتها، ولربما يظهر تأثير الاتجاه الأخير في تصريح الياباني رايوشي إيواتا بأن اعتبار القيم والخصوصيات الداخلية سينتج عنه طفرة في علم الإدارة تجعل لكل دولة علم إدارة خاصًّا بها؛ ولذلك فإننا سنتحدث عن ثلاث تجارب مختلفة في أخلاقيات الإدارة.
أول تجربة نتناولها هي التجربة الأمريكية، وتُعد الأكثر إسهامًا في مجال الإدارة على الرغم من أن الشركات الأكثر تفوقًا فيها هي الأبعد عن أخلاقيات الإدارة! فقد قامت الإدارة هناك على تقديس الكفاءة دون النظر إلى الأخلاقيات، على أن أثر الدين لم يُطمس بالكلية في أخلاقيات الإدارة الأمريكية حيث ظل محصورًا في المسؤولية الأخلاقية الفردية والواجب الشخصي فقط؛ فظهرت الانتقادات لهذه التجربة القائمة على النزعة الفردية والبراجماتية التي ترى الصواب صوابًا إن حقق النتائج وإلا فهو خطأ بصرف النظر عن كونه صحيحًا في ذاته! وتقوم كذلك على المنافسة الشديدة وعدم التعاون، ما جعل كانتر تصفها بـ”إدارة رعاة البقر”، وحتى عندما بدأ الاهتمام بأخلاقيات العمل فقد ظل ذلك الاهتمام داخل إطار الكفاءة المقدسة لا يخرج عنه.
أما التجربة اليابانية فهي خلاف ذلك، إذ إنها أقل معاناة من الأزمات اللاأخلاقية لكون اليابان قد استلهمت نماذج أخلاقية من ثقافة الصين القديمة ثم جاوزتها إلى صناعة نموذج مطور يلائم الحياة اليابانية وثقافتها كما حدث في عصر ميجي من جمعٍ بين المعرفة الغربية وروح الحضارة اليابانية، وثمة تجربة أخرى لا تزال تحت الدراسة؛ التجربة العربية التي ما زالت بين مطرقة التقليد دون تجديد وسندان التحديث المصوغ بقالب التغريب؛ مما جعلها تهتم بالجزئيات دون الكليات وبالأزمات بدلًا من الفرص، وقد وضَّح الكاتب أن على المدير أن يبني رؤيته مراعيًا ثلاثة أمور: الخصائص الحضارية العربية، والابتكار بالاستفادة من التجارب الأخرى على مستوى الكفاءة، وكذلك مراعاة العوامل الناعمة أو أخلاقيات الإدارة وفقًا لمنابع الأخلاق عند العرب المتمثِّلة في الوحي الإلهي وقيم العمل في كل مجتمع عربي.
الفكرة من كتاب أخلاقيات الإدارة ومسؤولية الأعمال في شركات الأعمال
“الموظف رقيق القرن العشرين” جملة ساقها الأديب المصري عباس العقاد في حديثه عن استقالته من الوظيفة عام 1907م تدفعنا إلى التساؤل عما إذا كانت النظريات السائدة في الإدارة والأعمال حينذاك تجاهلت حقوق الموظف والعامل كإنسان لتكون الوظيفة كما يصفها العقاد “رقًّا” وعبودية؟ وإن كان الحال كذلك عصر العقاد فكيف كان في العصور السالفة وكيف هو الآن؟
يستعرض الكتاب مقدمة تاريخية عن أخلاقيات الإدارة والعمل وقضاياها المعاصرة وتطوُّراتها وأنسنتها كما يلمس تحوُّلاتها في القطاعات المهنية المختلفة مناقشًا تجارب الدول في الإدارة وانعكاساتها على أخلاقيات الإدارة.
مؤلف كتاب أخلاقيات الإدارة ومسؤولية الأعمال في شركات الأعمال
د. نجم عبود نجم: كاتب ومُحاضر بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، ويهتم بالتأليف في مجال الإدارة والأعمال.
ومن أبرز مؤلفاته:
إدارة الابتكار.
إدارة الجودة الشاملة.
القيادة الإدارية في القرن الـ21.