خصائص مرحلة المراهقة وطرائق التعامل معها

خصائص مرحلة المراهقة وطرائق التعامل معها
يتعرض المراهق في هذه المرحلة لتغيرات عديدة مرتبطة بالنمو، ودور الأهل هنا تقبل هذه التغيرات، وفهم طبيعتها وانعكاسها على حالته النفسية، والتعامل معه وفق هذه التغيرات الجديدة بشكل صحيح، وسنتناول تباعًا بعضًا من هذه الخصائص، ولنبدأ بخصائص النمو الجسمي والفسيولوجي.. تحدث فيها زيادة في الطول وينمو الهيكل العظمي، وينمو حجم القلب والمعدة، مما يبرر إقبال المراهق على الطعام بشكل واضح، وقد يؤدي عدم التوازن بين النضج العضوي والوظيفي عند المراهق إلى عدم توازن حركي، ودور الأهل هنا توضيح تغيرات هذه المرحلة له حتى لا يشعر بالحرج أو الارتباك، وأن يعطوه تغذية جيدة وألا يوجهوا أي نقد إلى شكل جسمه أو صوته أو حركته.

وبالنسبة إلى النمو العقلي، ينمو الذكاء العام والقدرات العقلية، وكذلك المفاهيم المجردة مثل العدل والحرية، ويميل أكثر إلى التفكير النقدي، ويطالب بالدليل على حقائق الأمور، وتكثر لديه أحلام اليقظة حول المشكلات والتطلعات، ووفقًا لخصائص هذه التغيرات، على الأهل تذكر أن طبيعة الجدل لدى المراهق ترجع إلى نزعته المثالية وليست عصيانًا، وأن معارضته للكبار رغبة في الاستقلال وليست عدوانًا عليهم، وعليهم كذلك تحفيزه على القراءة وإثارة روح النقد البناء والمناقشة الموضوعية.
أما بالنسبة إلى النمو الانفعالي، فالمراهق يتقلب بين انفعال ونقيضه بسرعة كبيرة، مع الحدةّ في الانفعالات، ومن مظاهرها التكلم بصوت مرتفع والصراخ الشديد والشجار، وكذلك يصبح مرهف الحس، سهل الاستثارة والحساسية الشديدة تجاه النقد، عديم الثقة بالنفس، وعلى الأهل هنا التغاضي وعدم التركيز على سلبيات ابنهم المراهق، وتركه ينفس عن غضبه، وتعليمه هَدي الإسلام في علاج الغضب، وبعد أن يهدأ يجرى معه حوار عما أغضبه، ومن المهم أيضًا مساعدته على زيادة ثقته بنفسه من خلال ذكر إيجابياته ونقاط قوته أمامه وأمام الآخرين.
وفي الجانب الاجتماعي تجد المراهق يحب الالتفاف حول جماعة معينة، ويحتاج إلى تقليد الآخرين والمنافسة، ودور الأهل هنا مصاحبة ابنهم وعدم التعامل معه بندّية، وعدم إجباره على صداقات معينة وعدم رفض أصدقائه أو اتهامهم، مع ضرورة الاتفاق معه على معايير للأصدقاء.
الفكرة من كتاب المراهقة وسنينها: برنامج عملي في فنون التعامل مع المراهقين ومهارات احتوائهم
غالبًا ما يواجه الآباء والأمهات مشكلات في التعامل مع سلوك أبنائهم المراهقين لدرجة قد تصل بهم إلى الصدام وبناء حواجز تحول بينهم، فتجد كل طرف يشتكي عدم تفهم الطرف الآخر، الآباء والأمهات يشتكون عناد أبنائهم وعدم طاعتهم لكلامهم وعصبيتهم المفرطة على أتفه الأسباب والرد بأسلوب غير لائق، أما الأبناء المراهقون فيشتكون أيضًا أن الآباء لا يستمعون لهم ولا يهتمون بمشكلاتهم النفسية ويتعاملون معهم على أنهم أطفال صِغار!
في حين أن حل هذه المشكلة بسيط ويكمن في وعي الآباء بطبيعة مرحلة المراهقة واحتياجاتها والتغيرات التي تطرأ خلالها، والابتعاد عن الأساليب الخطأ في التعامل، وبالخبرة والمعرفة سيصبح توجيههم لأبنائهم المراهقين أفضل، مما سيدفع المراهقين إلى تقديم أنفسهم لأهلهم بشكل أفضل، وهذا ما سنجده في الكتاب بشكل عملي وأسلوب سلس واضح.
مؤلف كتاب المراهقة وسنينها: برنامج عملي في فنون التعامل مع المراهقين ومهارات احتوائهم
مصطفى النجار: كاتب وباحث تربوي، واختصاصي تعديل السلوك، ألقى عديدًا من المحاضرات وقدم عديدًا من الدورات والندوات في مجال التربية، وشارك في المبادرة الثقافية مثل: تحدي القراءة للشباب والأطفال بالريف المصري.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
دليل الأسرة في مواجهة الإلحاد.
مراهقون بلا مشاكل: برامج عملية في علاج المشكلات المعاصرة للمراهقين.
كيف تربي أبناءك تربية نفسية سليمة؟
الأطفال المزعجون ومشكلاتهم.