خصائص الشعر العربي
خصائص الشعر العربي
انفردت لغتنا العربية بفنٍّ من النظم الشعري لا نظير له في أي لغة أخرى، وإن كان الشعر موجودًا في كل اللغات فإنه لم يكن فنًّا كاملًا مستقلًّا إلا في العربية، كونه الوحيد الذي التزم الوزن والقافية وأقسام التفاعيل في جميع أبياته وبحوره، ونحسب أن عماد اختصاص اللغة العربية بهذه الخصيصة هو الحُداء الذي هو غناء مفرد على نغمة ثابتة هي حركة الجمل في الإسراع والإبطاء، والغناء المنفرد لا بدَّ له من قافية تنبِّه السامع للمقاطع والنهايات بخلاف الغناء الجماعي، وقد اقتبست لغات كثيرة كالعبرية والفارسية الأوزان العروضية من اللغة العربية وآثرتها على أدواتها الموسيقية.
إنَّ الشعر العربي ليس في حاجة إلى مصاحبة الغناء لترتيب أوقاته أو ضبط حركاته وسكناته ومدوده، وليس في حاجة إلى اهتزازات الأجسام ودقات الأقدام، لأن أوزانه مستقلة بإيقاعها مستغنية عن الفنون الأخرى، لذا يسَّر التركيب الموسيقي على العربي أن يقول الشعر مطبوعًا على أوزان وبحور دون الحاجة إلى دراستها، فإن السليقة الفنية عنده تغنيه عن معرفتها، وسليقته تُخرِج شعره من غير صناعات لفظية متكلَّفة، لذلك فإن دعوات التحرُّر من الوزن والقافية التي ينادي بها بعضهم هي دعوات باطلة بُنِيَت على أساس خاطئ وتؤدي إلى هدم الفن بأكمله، ولا يدعو إليها إلا عاجز عن نظم هذا الفن كما نظمه العربي القديم أو جاهل بسماته الفنية.
الفكرة من كتاب اللغة الشاعرة
تنفرد اللغة العربية بأنها لغة شاعرة، ليس لأنها صالحة لنظم الشعر فحسب، بل لأنها بُنيَت على نسق الشعر في أصوله الفنية والموسيقية، فهي بذاتها في جملتها منظوم منسق الأوزان لا ينفك عنها بأي حال من الأحوال.
في كتاب “اللغة الشاعرة” يطالعنا العقاد على أهم خصائص اللغة العربية وما تمتاز به عن سائر لغات العالم، وثراء حروفها ومفرداتها الفصيحة الصريحة التي تحمل بداخلها موسيقى خفية.
مؤلف كتاب اللغة الشاعرة
عباس محمود العقاد: كاتب وشاعِر، وفيلسوف، ومؤرِّخ، وصحفي، كان على رأس حقبة خصبة من تاريخ الفكر العربي في القرن العشرين، وعضوًا في مجمع اللغة العربية، وأسس مدرسة الديوان الشعرية مع صاحبيه المازني وعبد الرحمن شكري، واشتهرت معاركه الأدبية مع كبار أدباء عصره أمثال الرافعي وطه حسين وأحمد شوقي ومصطفى جواد، وقد ولد بأسوان عام ١٨٨٩ وتوفي عام ١٩٦٤.
من أهم مؤلفاته:
سلسلة العبقريات.
ساعات بين الكتب.
أنا (سيرة ذاتية).
التفكير فريضة إسلامية.