خريطة الزواج السعيد
خريطة الزواج السعيد
من المثالي القول إن بالإمكان العيش في حياة زوجية من دون حدوث مشكلات، ففي وقت ما يحدث أن يتشاجر الزوجان ويقعا في أزمة ما، وهذا لا يعني الطلاق بالضرورة، فالأزمات قد تكون فرصة جيدة لتقوية العلاقات إذا عوجلت بوعي ونضج، ويُعد أشجع الأزواج من يبذلون ما في وسعهم لإصلاح العلاقة قبل اختيار الطلاق حلًّا أخيرًا، إذ يلجؤون إلى مشاورة الأهل والأصدقاء في مشكلاتهم، أو يتبعون مشورة الطبيب النفسي | Psychiatrist، أو اختصاصي علم النفس | Psychologist، أو مدرب العلاقات الإنسانية | Relationship Coach، وفي حالة تعرض أحد الشريكين لإيذاء بدني أو نفسي شديد، يصبح الطلاق منفعة للطرفين والحل الأمثل للنجاة.
ومن الضروري ألا يعتمد أحد الشريكين على الآخر في تحقيق سعادته، وألا يحمله فوق طاقته ويجبره على القيام بأدوار لا تخصه، فشريك الحياة ما هو إلا شخص يَطيب العَيش معه والحياة من دونه ليست مستحيلة، وكثير من السيدات يخشين فقدان الرجل وإن حول حياتهن جحيمًا، فقد زُرعت في أدمغتهن فكرة أن الرجل مصدر الأمان الوحيد، ولذلك يغضبن إذا نفذ الرجل رغبتهن في الطلاق، إذ يعتقدن أنه من الصعب عليهن الزواج مرة أخرى خصوصًا إن كان لديهن أطفال، وغالبًا يُعد طلب المرأة للطلاق بمنزلة جرس إنذار يشير إلى وجود خطب ما لا يعجبها، وتعبر شكواها المستمرة عن حاجتها إلى جذب الانتباه والتعاطف، وتقدر من يصغي إليها دون أن يقدم إليها حلولًا، وهذا ما لا يفعله الرجل، فبدلًا من المشاركة العاطفية وتبادل كلمات الاطمئنان مع زوجته يبدأ في البحث عن حلول لمشكلاتها، ويرجع ذلك إلى أن طبيعته البشرية وتربيته هي التي تجبره على استخدام العقل بدلًا من العاطفة لحل المشكلات.
عُقد الماضي ومشكلاته من الصعب حلها، والحل الأمثل للتعامل معها التكيف وتقبل الآخر واحترامه ورؤية حقيقته دون حُكم أو نقد أو توقعات، وتفهم طبيعته البيولوجية والشخصية، فعلى الزوجين تفهم أن الرغبة الجنسية لا يحكمها النوع سواء كان رجلًا أم امرأة، ولكن ثمة اختلافات في حساسية كل منهما للشعور بالرغبة، فغالبًا يمارس الرجل الجنس في أي وقت ومع أي أنثى، أما المرأة فتحتاج إلى الشعور بالأمان والارتياح وإنهاء مهامها المنزلية والعملية قبل ممارسة الجنس، ومن المفترض عند وقوع سوء تفاهم أن يتذكر الزوجان أنهما يتحدثان بلغات فطرية مختلفة، وأن يأخذا الوقت الكافي لترجمة ما يقصد إليه كل منهما، وهذا بكل تأكيد يتطلب تدريبًا.
الفكرة من كتاب شفرة روميو وجولييت.. أسرار الاختلافات بين الرجالة والستات
إن رحلة الزواج رحلة عظيمة تستلزم اتباع التعقل والصبر أمام المشكلات التي تواجه الزوجين، والتي تنتج غالبًا عن الاختلافات بين طبيعتيهما البيولوجية والسيكولوجية، واليوم تفتقر معظم العلاقات العاطفية إلى أبسط مبادئ التفاهم بين الطرفين، مما يجعلها سببًا للتنغيص والغم، ويصبح دوامها لمدة طويلة أمرًا صعبًا جدًّا، وجميعنا نطمح إلى إقامة علاقات سوية تجعلنا نؤمن بأنفسنا والطرف الآخر، ويُعد هذا الكتاب مُرشدًا للحصول على علاقة زوجية سعيدة مستقرة، إذ يقدم تفسيرات منطقية مبنية على أساس علمي لاختلاف طريقة تفكير وسلوك الرجل والمرأة في العلاقات العاطفية، ويوضح كيفية التواصل الفعَّال بينهما، ما يمنح العلاقة قدرًا أكبر من التفهم والرضا.
مؤلف كتاب شفرة روميو وجولييت.. أسرار الاختلافات بين الرجالة والستات
هشام الجمل: عمل في مجال التنمية البشرية لمدة تقارب الـ20 عامًا، وحصل على شهادة معتمدة في توجيه العلاقات الإنسانية، وهو المؤسس والمدير التنفيذي لشركة Quest، واحدة من أعرق وأهم شركات التدريب في مصر.