خرافات حول الأنوثة
خرافات حول الأنوثةشؤ
كثير من الناس يربط معنى الأنوثة بالجمال الجسدي، والفرق بينهما كبير، فالجمال الجسدي يُرى بالعين، أما الأنوثة فهي حالة شعورية تُرى بالقلب ويستشعرها الإنسان، ولذلك تبذل كثير من النساء طاقتها وجهدها لتحصيل الجمال الخارجي لتحقيق الأنوثة، إلا أن الأنوثة أقرب وأقل تكلفة، ولا يعني ذلك أن الجمال ليس ضروريًّا، ولكن الجمال دون أنوثة سيكون مُجرد جمال صوري خاوٍ، فالجمال يُشكِّل جزءًا صغيرًا من معنى الأنوثة الحقيقية.
كما أن الجمال نسبي، فقد يعجبك شيء ولا يُعجب به آخر، أما معنى الأنوثة فهو شعور يفهمه الجميع، وكذلك فإن الجمال له عُمر بيولوجي، ويختلف من مرحلة إلى مرحلة، لكن الأنوثة واحدة تمتد مع المرأة مهما بلغت من العُمر، وأيضًا فإن الجمال يفتح الباب للعلاقات ولكنه لا يضمن استمرارها، أما الأنوثة فإن بها استمرار العلاقات بانسجام واتزان.
كذلك من الخُرافات المنتشرة عن الأنوثة؛ أن كل الأنوثة حالة إغراء وغواية، وهذه الخرافة أثرت في الكثيرين عند تربيتهم لبناتهم فوضعوا الحواجز بين البنت وأنوثتها، ولكن الحقيقة أن الأنوثة ليست شكلًا واحدًا، فشكل الأنوثة الأول والأهم هو أنوثة الرقي والفضيلة، وهي الأنوثة التي تكون في المرأة بحالتها العامَّة، وهناك شكل آخر يُعدُّ استثناء وليس قاعدة ويكون مع الزوج فقط.
ومن الخرافات أيضًا أن المرأة بها فكرة الأنوثة ولا تحتاج إلى التدريب أو لا تحتاج إلى من يرفع وعيها، ولكن هذا بدوره يؤدي إلى خلل كبير، فقد تكون البنت نشأت في بيئة ذكورية فترفض حالة الأنوثة بداخلها، أو انشغلت بظروف الحياة فنسيت أنوثتها، ولهذا لا بد من التدريب ورفع الوعي، فكما أن الرجولة تحتاج إلى التقويم والتهذيب، فإن الأنوثة تحتاج إلى الاهتمام والعناية.
الفكرة من كتاب كاريزما الأنوثة
تولد الفتاة ويعتقد والداها أن أنوثتها شيء فطري فيها لا داعي للحرص على تنميته والمحافظة عليه، وهذا الاعتقاد خطير جدًّا لأنه إن لم يكن هناك ضابط لمعنى الأنوثة ستميل الفتاة عندما تكبر إلى تصوُّرات خاطئة عن أنوثتها في الغالب، فقد تعتقد أن الأنوثة هي الولع الشديد بالجمال وحالة من الدلال، أو على الجانب الآخر قد ترفض أنوثتها وتشعر أنها حالة من الضعف يجب أن تتخلَّص منها، فتُهمل في أنوثتها وتبدأ بالاندثار يومًا بعد يوم.
ومن هنا عملت الكاتبة على توضيح التصوُّر المتزن لمعنى الأنوثة من خلال تجاربها، موضحة الأنماط المختلفة التي تكون عليها بعض النساء بسبب تصوُّراتهن المختلفة عن الأنوثة.
مؤلف كتاب كاريزما الأنوثة
رهام الرشيدي: مدوِّنة كويتية حاصلة على بكالوريوس الهندسة من جامعة الكويت، تعمل مدرِّبة للأنوثة، أسَّست مركز “رهام هاوس” لنشر الوعي الأنثوي بين نساء الوطن العربي، وحصلت على تكريم وزارة الدولة لشؤون الشباب في الكويت ضمن فعاليات جائزة التميز والإبداع.