خذلان.. وهزيمة .. وظهور أخير
خذلان.. وهزيمة .. وظهور أخير
حدث في جراب أن فئات من البادية وفي مقدمتها العُجمان أغارت على إبل الملك المنهزم وفرَّت بها، ولم تكتف بذلك، بل أغارت -فيما بعد- على عشائر وقوافل تجارية تابعة لأمير الكويت، فاستنجد بالملك عبد العزيز الذي خرج بدوره لمهاجمتهم في الأحساء سنة 1333هـ، لكن حلت به هزيمة منكرة فجُرح وقُتل أخوه سعد، وحوصر المنهزمون في بلدة الهفوف قرابة ثلاثة أشهر كادت فيها الكفة أن تميل لصالح العجمان لولا وصول نجدة سعودية وأخرى كويتية أنهتا الحصار، فانسحب العجمان وبقوا مطاردين حتى تعهدوا بضمانة بريطانية كويتية ألا يقوموا بأعمال عدائية ضد الملك عبد العزيز فعفا عنهم.
ولم يكد مَلِك آل سعود يتخلص من شبح الهزائم الذي بات يطارده، حتى عاد الشريف حسين للظهور على الساحة من جديد، فقد اشتد الخلاف بينه وبين الأتراك، ما دفعه إلى التحالف مع بريطانيا ضدهم، ولم يلبث أن أعلن نفسه ملكًا للبلاد العربية كلها مما أثار حفيظة الملك عبد العزيز، لكن بريطانيا لم تشأ فتح جبهات جديدة ضد حليفها، فأمدت الملك بمساعدات مالية وعسكرية ووعدته ألا يتدخل الحسين في شؤونه بشرط ألا يقوم الملك بأي عمل عسكري ضده.
إلا أن اختلافات الطرفين ظلت قائمة خصوصًا بعد قطع الحسين التعامل مع النجديين ومنعهم من الحج ثم احتلاله جزيرتي تُربة والخُرمة بتخويل من الحكومة البريطانية، بل ذهب إلى أبعد من ذلك وطالب بانسحاب الملك عبد العزيز من المناطق التي دخلها بعد الحرب العالمية الأولى، فلم يجد الأخير بدًّا من التعامل العسكري، فتوجه إلى الطائف في صفر سنة 1343هـ فدخلها وألحق بخصمه هزيمة شديدة كان لها الأثر الأكبر في إرهاب أهل مكة وفرارهم إلى جدة.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
في السابع عشر من جمادى الأولى سنة 1351هـ سُميت المملكة رسميًّا بالمملكة العربية السعودية، ليرتبط اسمها إلى الأبد باسم مؤسسيها من آل سعود الذين ناصروا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولعل أهم ما ميز دولة السعوديين هو ارتباطهم الشديد بالعقيدة والتزامهم بتعاليم الدين الحنيف.
يتحدث الكتاب عن جزء مهم من تاريخ المملكة وهو نشأة الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، بداية بدخوله الرياض منتصرًا ثم سعيه إلى توحيد أقطارها من نجد إلى الحجاز إلى جازان، ولا يغفل الكتاب عن ذكر علاقة المملكة الجديدة بالقوى المحيطة بها.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، وتخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1437هـ الموافق 2016م وصلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
دمشق وقصائد أخرى.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.