حُريَّات مُتوهَّمة
حُريَّات مُتوهَّمة
كتبت كاتي إنجل هارت مقالها “من هيتشنز إلى دوكينز: أين النساء في الإلحاد الحديد؟ أبرز المُلحدين هم من الرجال البيض، لا بد أن تراجع حركة الإلحاد نفسها، وتاريخ الكنسية أيضًا” لتحكي من خلالها غياب دور المرأة في الحركة الإلحادية، وخفوت ضوئها وعدم تقدير جهدها وتقديمها في المؤتمرات والاجتماعات.
فهي ترى أن تاريخ المُلحدات تاريخ كئيب، وذلك لأنه منذ الثورة الفرنسية وقد كان الفلاسفة الرجال يرون أن “النساء المُلحدات” نادرات، وذلك لأن المرأة بطبيعتها البيولوجيَّة ساذجة وتصدِّق أي شيء سريعًا، ومن الجهة المُقابلة كان بعض الكُتَّاب الرجال يرون استحالة أن تكون المرأة مُلحدة، وذلك لأنه لا يليق بالمرأة إلا أن تكون “تقيَّة”.
ثم بتتابع السنوات فما تزال ندرة المُلحدات شيئًا حاضرًا في أذهان الرجال، بل ويعتقد الرجال المُلحدون أن المرأة المُلحدة غير قادرة على الدفاع عن كفرها، كما أنهم لا يؤيدون النساء المُلحدات النسويات اللاتي يُنادين بحقوق المرأة.
أما المقالة الأخيرة للكاتبة آنا بيثريك “لماذا لم تزد مكاسب حقوق المرأة سعادة النساء؟” فقد وضَّحت فيها بالنسب الإحصائية انخفاض سعادة النساء عن الرجال بالتزامن مع زيادة حقوق المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، فسردت عدَّة محاولات لتفسير تلك الظاهرة، منها مثلًا: أن النساء تعرَّضن لضغط أكبر بجانب مسؤولية منزلها وهو مسؤولية عملها، لذا يجب أن توفِّر الدولة ما يحمل عائق المسؤولية عن المرأة قليلًا.
فالمرأة قديمًا إذا سُئلت عن مدى رضاها عن حياتها فقد كان يخطر ببالها أحوال منزلها وبيتها فحسب، أما نفس السؤال إذا تم توجيهه إلى المرأة في العصر الحديث فإن عقلها سيقفز إلى الكثير من المجالات، وهذا بذاتِه كان سببًا لتعاستها وحزنها أكثر.
الفكرة من كتاب المرأة بين الداروينية والإلحاد.. أربع مقالات عن المرأة في التعاليم الداروينية والمنهج المادي
حينما يرفع الغرب شعار “حقوق المرأة” فما الذي يُريده تحديدًا بمقولته تلك؟ وما الحقوق التي يقصدها؟ بل قبل ذلك من تكون المرأة في الفلسفة الغربية؟ وهل يعد كل ما تسعى له النسويَّات في حقيقة الأمر منافيًا الفلسفة التي ينطلقن منها؟ أم أن كل شيء يبدو في ظاهره جيدًا فإنه في حقيقة أمره جيدٌ أيضًا؟
في هذا الكتاب أمامنا أربع مقالات ذات موضوعات مختلفة مُتعلقة بقضايا المرأة والنسوية، يتضح خلالها الجوانب المسكوت عنها فيما يخصُّ المرأة في الفلسفة الغربية والمجتمعات الإلحادية.
مؤلف كتاب المرأة بين الداروينية والإلحاد.. أربع مقالات عن المرأة في التعاليم الداروينية والمنهج المادي
ملاك بنت إبراهيم الجهني: كاتبة سعودية الجنسية، حاصلة على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وعلى الماجستير في الثقافة الإسلامية، تعمل باحثة في مجال دراسات المرأة، وهي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
جيري بيرغمان: أستاذ في البيولوجيا والكيمياء والفيزياء في جامعة ولاية نورث ويست، نال ست درجات جامعية، وله عدد من المؤلفات والأوراق العلمية التي تُرجِمَت إلى لغات مختلفة.
روبيكا واطسن: مُدوِّنة وناشطة أمريكية، تابعة للتيار الشكوكي الإلحادي والتيار النسوي.
كاتي آنجل هارت: كاتبة ملحدة لها عدد من المقالات على موقع salon.com
آنا بيثرك: صحفية حُرة في مجال الصحة والعلوم.