حين يتكلَّم العلم
حين يتكلَّم العلم
تدَّعي النسويات أنها تسعى إلى أن يكون المجتمع محايدًا خاليًا من التصنيف الجنسي، وذلك لأن السمات التي نعتبرها “ذكورية” أو “أنثوية” هي في حقيقتها إفرازات مجتمعية ننشأ عليها في طفولتنا، وأنه لا يوجد ماهية حقيقية لما هو مُذكَّر ولما هو مؤنث، إلا أن ما يزعج النسوية أن الحقائق لا تدعم نظريتها تلك، وأن الأبحاث العلمية ما زالت تقدِّم الأدلة على الاختلافات السلوكية بين الجنسين، وأنها اختلافات متجذِّرة بيولوجيًّا، ومن تلك الدراسات ما يوضِّحه الدكتور ستيفن رودس حيث توجد بعض الصفات المتباينة بين الجنسين، مثل ميل الرجال إلى العنف والهيمنة في النواحي العامة، وهذا مثبت على مر التاريخ وفي مختلف الثقافات، ويكشف كيف أنه لاقى بعض النسويات اللاتي يربين بناتهن على الألعاب الذكورية، ولكن في النهاية تكون رغبة الطفلة في ارتداء الفساتين والأكسسوارات.
فالاختلافات بين الجنسين هي اختلافات حقيقية متجذِّرة في كلٍّ منهما، ويقدِّم البحث العملي الدليل على اختلاف بنية دماغ كلٍّ من الرجل والمرأة، ومن ذلك الاختلاف: أن نصفي دماغ الرجل يرتبطان بعدد أقل من النيوترونات العصبية، بينما في دماغ المرأة يكونان أكثر تشابكًا، ويفسر ذلك الباحثون أن المرأة تفوق الرجل في الذكاء اللغوي، بينما الرجل يفوقها في الذكاء الفراغي.
كذلك الاختلافات الهرمونية المسؤولة عن السمات السلوكية، حيث قام الباحثون بدراسة السلوك للفتيات اللاتي تعرضن لمستويات عالية من هرمون التيستوستيرون وهن في أرحام أمهاتهن، فصارت هذه الفتيات أكثر ميلًا إلى السلوك الذكوري كاللعب بخشونة مثلًا، مما يؤكد أن لنوع الهرمونات وكمياتها تأثيرًا في السلوك الجنسي.
الفكرة من كتاب خطايا تحرير المرأة
عدد الآراء والأفكار التي يتعرَّض لها الإنسان قد تبدو لوهلة أولى أنها جيِّدة، ربما لأنها تناسب الأهواء فينساق إليها تلقائيًّا دون الوقوف عليها والتفكُّر في عقباتها، ومن ذلك الكثير من الأفكار التي يتم تسويقها للنساء تحت اسم “حقوق المرأة”، والتي لو تأمَّلتها المرأة جيِّدًا وجدت أن مآلاتها كارثية في حقِّها وفي حق المجتمع.
في هذا الكتاب تقوم الكاتبة من خلال تجربتها الشخصية بتسليط الضوء على بعض المخادعات التي ينكشف من خلالها كيف أن الرؤية النسوية تصبُّ في النهاية فيما يعكس آمال النساء ورغباتهن، وذلك من خلال تمرير المعلومات المزيفة والأوهام عبر وسائل الإعلام الأمريكية، فيتشكَّل وعي كاذب يؤثر في حياة المرأة بشكل سلبي.
مؤلف كتاب خطايا تحرير المرأة
كاري. إل. لوكاس: كاتبة أمريكية، ولدت عام 1973م، حصلت على البكالوريوس والماجستير في السياسة العامة، وعملت في معهد كاتو محللة ضمان اجتماعي، ونُشر لها عدَّّة مقالات في “واشنطن بوست”، و”وول ستريت جورنال”، وغيرهما، كما شغلت منصب رئيس منتدى المرأة المستقلة ذات الاتجاه المُحافظ، كما أنها كانت عضوًا بالحزب الجمهوري الأمريكي.
من مؤلفاتها: Liberty Is No War on Women
معلومات عن المُترجم:
وائل الهلاوي: مصري الجنسية، ترجم عددًا من الكتب في موضوعات مختلفة، منها: “الإباحية ليست حلًّا: أجيال في خطر”، و”تعدُّد الشركاء بين سيكولوجية الرجال وسيكولوجية النساء”.