حين تأتي الخلافات.. وتتقلَّب العاطفة
حين تأتي الخلافات.. وتتقلَّب العاطفة
والزواج بطبيعته يحوي الكثير من المناوشات والاختلاف في الرغبات، لكنَّ القليل فقط من يُدرِكون هذا الأمر فيختارون شركاءهم على أساسه، إذ يجب أن يكون الطرفان -وخصوصًا الزوج- كفيلين بإصلاح خلافاتهما ووأد الفتور والنفور، واستيعاب غضب أحدهما واحتوائه، وذلك لأن بعض تلك الخلافات قد يكون له أثرٌ كبيرٌ، وليعلم الرجل أنه كزوج عليه أن يكون صابرًا حليمًا إن صدَر من زوجته قصور أو تقصير، ويتحمَّلها ويعاملها باللين والعفو، وذلك لأنه إن كرِه منها خُلقًا سرَّه آخر.
ثُمَّ إنَّ الزواج نفسَه يتطلَّب أن تكون هناك تنازلات يقدِّمها الطرفان لكسب ما هو أكبر مما تنازلا عنه، وإن اختلفا، وهو أمرٌ طبيعي، فعليهما التعامل بوسائل مهذَّبة لحل مشكلاتهما، واستمالة كلٍّ منهما الآخر بالكلام الطيب اللين، وقد جاء في كتاب الله أن الرجال قوامون على النساء، ومن مهام تلك القوامة أن يعمل الزوج على حفظِ دِين زوجته وتشجيعها على ما ينفعها من المحافظة على الفرائض والكفِّ عن المفاسد.
كما يُنصح للزّوجِ بأن يُقلِّل من فترات وجودِه في المنزل إن ازدادت العطلة، فمن المعلوم أن ذلك قد يسبِّب خلافات كبيرة، وليعلم المرءُ أنَّ حُسن الخُلُق مع المرأة لا يكون بكفِّ الأذى عنها بقدر ما هو احتماله منها، ولنتذكَّر ما قاله الفاروق عُمَر (رضي الله عنه) لمن أراد أن يطلّق زوجته لأنه لا يحبها، فقال عُمَر له: “وهل لم تقُم البيوتُ إلا علَى الحُب؟ فأينَ الرِّعاية والتَّذمُّم؟”.
الفكرة من كتاب الزواج السعيد بين حسن الاختيار وعشرة الأخيار
“حقيقةً، إن أسهل شيء عند المرأة هذه الأيام هي أن تعلن استقلالها، وأنها تتساوى مع الرجل في العمل، أما بالنسبة لمنزلها وعائلتها، فهما يحتلان المرتبة الثالثة أو الرابعة، إن المأساة بالنسبة للمرأة، أن تتخلَّى عن إقامة بيت طيب سعيد”، هكذا نُسبِت هذه الكلمات إلى كاتبة إنجليزية ومتخصصة في شؤون المرأة، ولا يعني هذا الرأي تخلِّي المرأة عن حياتها وأهدافها، وإنما يشير إلى حقيقة تتمثل في وجود مسؤولية حقيقية تجاه الأسرة.
إن الزواج لم يكن أبدًا خطوة اعتيادية يخطوها المرء حين يظن أنه قد نضج عمريًّا فقط، بل هو مشروعٌ يحتاج إلى شخصٍ ناضجٍ وسوي، خصوصًا في هذا العصر الذي ارتفعت فيه نسب الطلاق والجرائم، ولقد عنِيَ الإسلام بمسألة الزواج وفصَّلها ليقدِّم ما فيه سعادة الزوجين وراحتهما، وذلك بدءًا من أول خطوة تتمثَّل في اختيار شريك الحياة، ثم عوامل استمرارية الزواج ونجاحه، وهذا ما يتطرَّق إليه ذلك الكتاب.
مؤلف كتاب الزواج السعيد بين حسن الاختيار وعشرة الأخيار
حاتم إبراهيم سلامة: هو كاتب صحفي مصري، تخرَّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، ليبدأ حياته المهنية في مجال الصحافة والتأليف، إذ تخصَّصت كتاباته في عدة مجالات أبرزها التنمية الذاتية، والحياة الزوجية، ومن أهم مؤلفاته:
اقرأ.. رسالة الوحي الأولى.
آفات في بيت الزوجية.
التشجيع يصنع المعجزات.