حياء الصحابيات
حياء الصحابيات
كانت الصحابيات (رضي الله عنهن) أكثر النساء حياءً وخُلقًا طيبًا، فهن منشغلات بغاية طاعة الله ورسوله، فها هي السيدة أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنه)، وهي زوجة الصحابي الجليل الزبير بن العوام، وكان الزبير فقيرًا بلا مال ولا أرض، كانت تقوم بعلفِ فرسه وتأتي بالماء وكانت تنقل النوى من أرض الزبير التي قطعها له الرسول (ﷺ) على رأسها وهي تبعد عن بيتها بمسافة ثلاثة أميال، وفي يوم وهي تنقل النوى قابلت الرسول ومعه صحابة من الأنصار فناداها ليحملها خلفه لكنها لم تفعل وقالت: “فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس، فعرف رسول الله (ﷺ) أني استحييت فمضى”، وها هي استحييت وهي بين أشرف الرجال.
وجاء عن السيدة عائشة أن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة جاءت تُبايع رسول الله (ﷺ) فأخذ عليها الآية: ﴿أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ﴾، فوضعت يدها على رأسها حياءً منه فأعجب بفعلها رسول الله، فقالت لها عائشة أن تقرَّ فإنهن بايعن على هذا فأجابتها فاطمة بالإيجاب، وبايعها النبي بالآية، ولك أن تتسأل كيف تستحي من نبي الله وهو أكمل الرجال خُلقًا وحياءً، إنه الحياء وحُسن الخُلق.
وكانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) تستحي من ميت، وأنه كلما دخلت بيتها وكان قد دُفن فيه أبوها أبو بكر والنبي (ﷺ)، تضع ثيابها فتقول: “إنما هو زوجي وأبي”، لكن حين دُفن سيدنا عمر معهما لم تدخل إلى بيتها إلا وثيابها كاملة حياءً من سيدنا عمر، لك أن تتساءل أتستحي من ميتٍ؟! فوالله لو اقتدت نساء اليوم بالصحابيات واتبعن سيرهن وتدبرن مواقف حياتهن لعلمن كم أنقصن من أنفسهن وخُلقهن بتباهيهن بالجُرأة في اللبس والكلام وتشبههن بالرجال.
الفكرة من كتاب حياء المرأة.. عصمة وأُنوثة وزينة
يقول رسول الله (ﷺ): “الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ”، فلم يخلُ مجتمع من إحدى القيم الأخلاقية مثل الحياء إلا وتشتت وتخلخلت القيم النفسية البشرية، وفي هذا الكتاب يعرض لنا الكاتب ماهية الحياء وأثره وأقوال الشرع فيه، وأهميته للمرأة وضوابطه، مخاطبًا المرأة المسلمة وإن كان خطاب الحياء لا يخلو من ذكر الرجل، لكنه خصص للمرأة أكثر لأنها القائمة على بناء جيل وتربيته، كما أنها عمود المجتمع ولبنة بنائه.
مؤلف كتاب حياء المرأة.. عصمة وأُنوثة وزينة
محمد موسى الشريف: كاتب وداعية إسلامي سعودي وإمام وأستاذ جامعي، ومتخصص في علم القرآن والسُنة، وباحث في التاريخ الإسلامي، وطيار مدني أيضًا، فقد تمكن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية، وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة.
له مؤلفات عديدة منها:
عجز الثقات.
أثر المرء في دنياه.
الطرق الجامعة للقراءة النافعة.
حقوق آل البيت والصحابة على الأمة.