حوار أم جدال؟
حوار أم جدال؟
للناس طبائع وحاجات وطموحات مختلفة تجعلهم يحتاجون إلى الحوار، لكنهم لا يتحاورون، وإنما يتجادلون، ويناظر بعضهم بعضًا. فالجدال أسهل طريق للهروب إذا لم يتوافر لنا المعرفة والصبر الكافيان، فإذا ملكْنا القدر المطلوب منهما، فإننا نكون قد بدأنا حوارًا فعالًا.
ويستفيد الأبوان من الحوار مع أبنائهما بالاطلاع على ما لديهم من طموحات وعقبات، فالأطفال لا يستطيعون التعبير عن رغباتهم بعفوية وتلقائية، لكن الحوار يساعدهم على ذلك. وأصبح الحوار لا سيما في هذه الأيام أكثر أهمية، نتيجة الغزو الثقافي الغربي الهائل، الذي لم يترك بيتًا، وصار الجميع بمنطقة عنق الزجاجة في السباق المحموم بين الأسر ووسائل الإعلام بكل أنواعها.
والتربية هي تفاعل بين الوالدين والأبناء، وكلما ازداد توهج ذلك التفاعل على المستوى العاطفي تأثَّر الصغار بمن يتلقَّون منه التربية، وحين يتحدث الطفل بتلقائية، سائلًا أبويه عن الأمور التي لا يعلمها، يبدأ نمو شخصيته، وكم من الفتيات والشباب لا يشبهون آباءهم وأمهاتهم في أخلاقهم، ولا في أفكارهم، نتيجة الفجوة التي تفصل بين هؤلاء وأولئك، فأصبح كل من الطرفين وكأنه يحيا في عالم مختلف عن الآخر.
الفكرة من كتاب التواصل الأسري
إن التواصل الأسري هو الذي يُمكِّن الأسرة من أن تكون أسرة متفاهمة ومترابطة وناجحة، ويمثل هذا الكتاب محاولة جادة لإعادة مفهوم التواصل بين أفراد الأسرة بلغة بسيطة وميسَّرة، ويوضِّح أيضًا فنون الحوار وما يجب تجنُّبه، وما يجب اتباعه لتصل الأسرة إلى ما يسمَّى الحوار الناجح / الهادف.
مؤلف كتاب التواصل الأسري
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار: كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم اللغة بالكلية نفسها. له العديد من المؤلفات والكتب، منها:
العولمة.
عصرنا.
القراءة المثمرة.
العيش في الزمان الصعب.
مدخل إلى التنمية المتكاملة.